أكاديمي فلسطيني: نشهد تشكُّل جيل متمرد وعابر للفصائلية

أكتوبر 18, 2022 8:49 ص
قال الكاتب والأكاديمي الفلسطيني المختص بالإعلام، عبد الله عدوي، إن "السنوات الأخيرة شهدت تشكّل جيل فلسطيني جديد، يمتاز بعدد من السمات؛ فهو متمرد، وعابر للفصائلية، وغاضب من السلطة الفلسطينية، ومؤيد للمقاومة".
وأضاف عدوي لـ"قدس برس"، مساء الثلاثاء، أن "هذا الجيل الجديد يختلف عن كل الأجيال التي تلت النكبة الفلسطينية بسماته وخصائصه، وظروفه الموضوعية والكونية المعاصرة".
وأردف أن "عينَيْ هذا الجيل تفتحت على المعطيات الواقعية التي فرضها الانقسام الفلسطيني، من ثقافة السلام الاقتصادي والفلسطيني الجديد، مرورًا بمنع أعمال المقاومة، وملاحقة المقاومين، وحالة الاحتقان الداخلي، وبالتوازي مع ممارسات الاحتلال".
وتابع: "الجيل الفلسطيني الذي نشأ في بيئة الانقسام من جهة، والبيئة الرقمية بثقافتها، تشكل بصورة مختلفة عما قد توقعه الكثيرون، حتى ظهرت ملامحها في أفعاله والاشتباكات التي قادها ويقودها هؤلاء الشباب".
وأشار إلى أن هذه الأفعال "أخذت بالتطور مرحلة إثر أخرى، وصولاً لما آلت إليه اليوم من عمل شبه منظم يلتف حوله جمهور كبير، بل لم يترك للفصائل المنظمة إلا والوقوف أمامه بكل احترام".
وشدد على أن هذا الجيل "جيل متمرد، وليس كما الأجيال السابقة التي تربت في أحضان تنظيماتها، وكانت تنصاع للتنظيم، وتلتزم بتوجيهات مسؤوليه، بل يحمل من سمات الحر، الذي لم تقيده حدود ولا كبلته الإملاءات والسرديات التقليدية".
وأكد الكاتب والأكاديمي الفلسطيني أن "هذا الجيل عابر للفصائلية؛ فجزء كبير منه لم ينتظم ضمن أطر فصائلية، لكن لديه من الوطنية والحماس للعمل لأجل فلسطين ما يؤهله للتقدم".
واستدرك: "لو كانت الفصائلية حاضرة لآلت الأمور إلى صورة مغايرة من الصراع، فضلاً عن أن هذه الحالة الجديدة لا يمكن أن تتسعها أوعية المكونات الفلسطينية، مهما بلغ مدى التقاطع معها".
ورأى عدوي أن "أعين شباب هذا الجيل تفتحت على سلطة تنفرد في حكمه دون مرجعية حرة"، مشيرًا إلى أن الجيل الجديد "لم يشهد أية انتخابات تشريعية ولا رئاسية يكون له رأي وبصمة فيها".
واستطرد قائلاً إن هؤلاء الشباب "شهدوا فسادًا ومحسوبيات، وقمعًا وظلمًا، حتى باتوا غاضبين على السلطة ومن يحكم فيها، ويزداد غضبهم مع كل مواجهة تقف فيها السلطة في وجههم".
وأكد أن "هذا الجيل متحرر، لا تقيده أيدلوجيا، فهو فلسطيني وطني، لا يفرق بين يسار ويمين ووسط، ينتمي إلى فلسطين، ويمتد أفقيا في شعبها".
وختم عدوي بالقول إن "الحراك الشبابي المقاوم في الضفة يعبر عن تحولات مهمة في الساحة الفلسطينية، ستلقي بظلالها على مختلف المكونات الفلسطينية، وتستدعي التحضير لمرحلة لم تعد فيها للفصائل قداستها ولا للتقليدية في التعامل مع الواقع الفلسطيني متسع".
تجدر الإشارة إلى أن الضفة الغربية والقدس المحتلتين تشهدان تصاعدًا ملحوظًا في الأعمال المقاومة؛ ردًا على الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة بحق الفلسطينيين.
ويتهم الاحتلال الإسرائيلي مجموعات "عرين الأسود" بالمسؤولية عن عشرات عمليات إطلاق النار ضد مستوطنيه وجنوده في الضفة الغربية المحتلة.
و"عرين الأسود" مجموعات مسلحة مقاومة، تتكون من شبان فلسطينيين لا تزيد أعمارهم على 25 عامًا، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها (شمال الضفة)، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.
تصنيفات : أخبار فلسطين