نتنياهو ومعركة "الإصلاحات القضائية".. خيارات معقدة تعمق الشرخ الداخلي
عمّق قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إقالة وزير جيشه يوآف غالانت، "الشرخ"، الذي أصاب الدولة العبرية، في ظل إصرار معسكر اليمين الإسرائيلي على المضي في "الإصلاحات القضائية".
واعتبر المختص في الشأن العبري، عدنان أبو عامر، أن "إقالة غالانت، منحت المعارضة امتيازات جديدة لم تتوقعها".
ورجح أبو عامر، في حديثه لـ"قدس برس" أن "يصب هذا القرار المزيد من الزيت على نار التوتر المتصاعد في الشارع الإسرائيلي"، وقال: "إقدام نتنياهو على الإقالة المتسرعة لوزير جيشه غالانت، لا تخرج عن قاعدة القرارات المنفعلة الخاطئة".
وأضاف: "أراد نتنياهو من هذا القرار أن يؤدّب كل المتمردين عليه، لكن الحديث يدور عن أقرب مقربيه، ومع ذلك فهو ابن المؤسسة العسكرية الذي يستشعر خطورة الانقلاب القضائي على الجيش وأجهزته الأمنية".
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي على أن "نتنياهو يمعن في غطرسته بهذه القرارات"، مشيرا إلى التطورات الإسرائيلية المتلاحقة التي بدأت في رفع جيش الاحتلال حالة التأهب بعد فقدان السيطرة داخل الكيان، مرورا بتوقع إعلان الهستدروت (اتحاد نقابات العمال) عن إضراب شامل في جميع المرافق الاقتصادية، وصولا لإعلان الجامعات عن تعطيل الدراسة فيها حتى إشعار آخر.
وقال: "الدولة العبرية بدأت رويدا رويدا تفقد سيطرتها على الفرامل، ولا أحد يعلم مآلات الأمور، الوضع يقترب من منعطفات غير مسبوقة".
وأعلن نتنياهو عن تأجيل خطابه الذي كان مقررا، صباح اليوم الإثنين، وذلك بعد تهديدات وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بحل الحكومة في حال تم إيقاف التشريعات القضائية.
من جانبه، أكد الخبير في الشأن الاسرائيلي، أيمن الرفاتي، أن "إقالة غالانت أوصلت الشرخ في المجتمع الإسرائيلي إلى الجيش الذي يتخوف من تأثير الوضع عليه وعلى الجبهات".
وقال الرفاتي لـ"قدس برس": "الشرخ الموجود حاليا في المجتمع الإسرائيلي بات أكبر من نتنياهو، فالصهيونية الدينية ترى أن مصلحتها في بقاء نتنياهو، ونتنياهو يريد البقاء لتمرير السيطرة على القضاء وإنهاء محاكمته".
وأضاف: "يرى جيش الاحتلال أن الحالة التي تمر بها دولة الاحتلال تُغرى أعداءها للانقضاض عليها، واليمين يريد البقاء في الحكم، والوسط واليسار يرون أن من هم في الحكم ليسوا أهلا له".
وأكد الرفاتي على أن الخيارات أمام نتنياهو باتت معقدة خلال الفترة الحالية "فالهرب لتصدير الأزمة خارجيا، ثمنه كبير والجيش لا يوافق على هذه الخطوة، واستمرار الوضع الحالي سيزيد من تأزم الأوضاع، والاستقالة غير واردة في قاموس نتنياهو حاليا". حسب قوله.
وأقال نتنياهو، مساء الأحد، وزير الجيش يوآف غالانت، بعد يوم من مطالبة الأخير، الحكومة بوقف قانون الإصلاحات القضائية المثير للجدل.
ومنذ قرابة 12 أسبوعا، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين يوميا ضد خطة "الإصلاح القضائي" التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها.