أحزاب لبنانية: اتفاقية ترسيم الحدود البحرية لن تنهي العداوة مع "اسرائيل"
وصفوها بأنها تطبيع مع الاحتلال
أكتوبر 27, 2022 4:37 م
أعربت قوى وأحزاب وشخصيات لبنانية، اليوم الخميس، رفضها لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل" بوساطة أمريكية، ومفاوضات غير مباشرة بين الجانبين.
واعتبرت القوى والشخصيات، في أحاديث منفصلة مع "قدس برس"، أن الإتفاقية لا تنهي العدواة مع "إسرائيل"، وأنها تأتي في سياق مشاريع "التطبيع" مع الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف به".
وقال رئيس المكتب السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان، علي أبو ياسين، إن "الجماعة الإسلامية لا تعترف بدولة الكيان، ولا تعترف بأي حدود بحرية أو برية معه، وما جرى هو تنازل عن ثروات وحدود وحقوق لبنان" على حد تقديره.
وأكد أبو ياسين لـ"قدس برس" أنه "من غير المقبول أن ننتقل من الترسيم البحري الى الترسيم البري، ومن ثم التوطين، وبذلك نكون أمام هدنة طويلة مع العدو أو تطبيع مبطن".
وأشار إلى أنه "كان يفترض على الدولة (اللبنانية) أن تقوم بعملية تنقيب في البلوكات غير المتنازع عليها، وأن تنشئ بنية تحتية لتسييل وتصدير الغاز، وأن تكون البنية السياسية جاهزة لمثل هذا الامر".
من جهته، أعرب الأمين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري"، والنائب في البرلمان اللبناني، أسامة سعد، عن شعوره بالدهشة من "موافقة أركان السلطة في لبنان على الاتفاقية، بينما يعجزون عن الوصول إلى الاتفاق فيما بينهم، حول غالبية القضايا الأساسية العالقة للبنان".
ورأى سعد، أنه "بعد الاتفاق مع العدو الصهيوني على قضية ترسيم الحدود، فإن الخوف من أن تصبح الثروة الموعودة من النفط والغاز نقمة على لبنان لا نعمة، كما هو الحال في عدد من البلدان الأُخرى".
وقال النائب في البرلمان اللبناني لـ"قدس برس" أن الاتفاق لن يلغي حالة العداوة مع الاحتلال الاسرائيلي، ولن يكون في يوم من الأيام حاجزاً للرد على أيّ إعتداءات إسرائيلية".
من جانبه، قال الأمين العام لـ "الحزب الشيوعي" اللبناني، حنا غريب، إن الاتفاقية هي "استمرار لتنفيذ المخططات التي رسمتها الإدارة الأميركية منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعلى سلم أولوياتها دمج الكيان الصهيوني الغاصب في منطقة الشرق الأوسط، وتوفير الأمن والطاقة له".
وشدد غريب لـ"قدس برس" على معارضة حزبه لأي شكل "من أشكال التواصل مع العدو الصهيوني، وضد تنازل الدولة اللبنانية عن أي ثروة من ثروات لبنان أو التفريط بها"، مؤكدا أن الإحتلال الإسرائيلي سيبقى "العدو المركزي لشعوب المنطقة، ولن يكون أي سلام معه".
بدوره وصف رئيس المكتب الإعلامي لـ "حزب التحرير"(إسلامي) في لبنان، محمد إبراهيم، الاتفاقية بـ "المشبوهة"، مشيراً إلى أن حزبه "يرفض جملةً وتفصيلاً أي تواصل أو اعتراف بالكيان الصهيوني، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".
وأشار إبراهيم لـ"قدس برس" إلى أن "الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ليس له أي حقوق أو ثروات لا في لبنان ولا في فلسطين، وما جرى اليوم لن يؤدي إلى زوال حالة العداوة مع الاحتلال، وسيبقى منبوذاً إلى أن يتم دحره عن كامل الأراضي المحتلة".
وانتهت مراسم التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"اسرائيل" اليوم في رأس الناقورة، بحضور الوسيط الاميركي آموس هوكستين، والسفيرة الاميركي لدى لبنان دوروثي شيا، والوفدين اللبناني والاسرائيلي.
وتبادل الجانبان اللبناني والاسرائيلي الرسائل الاميركية الموقّعة، والتي تتضمن الاقتراحات المتعلقّة بعملية الترسيم، وذلك بواسطة الامم المتحدة.
وخاض كل من لبنان و"إسرائيل" مفاوضات غير مباشرة، استمرّت عامين بوساطة أمريكية، حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كم مربعًا.
تصنيفات : أخبار فلسطين