"قدس برس" تتجول في مخيم "دير بلوط" شمالي سوريا.. لا مظاهر للشهر الفضيل

قبيل أذان المغرب بساعة، وصلت كاميرا "قدس برس" إلى مخيم "دير بلوط" شمالي سوريا، لرصد أجواء الشهر الفضيل في المخيم، حيث تقيم أكثر من 200 عائلة فلسطينية مهجرة من مخيم "اليرموك" ومناطق جنوب العاصمة دمشق.
على امتداد الشوارع العريضة في المخيم، تصطف تلك الخيام بصمت، بينما ترفرف بعض أجزائها الممزقة، وكأنها تلوًح لك أن أغثنا مما نحن فيه.
من بعيد، يجر الطفلان عليّ ومأمون عربة صدئة بصعوبة بالغة في أحد الطرقات التي ساءت حالها من كثرة المطبات والحفر، إنهما يقصدان "الأوتوستراد" خارج الأسوار لشراء حلوى "العوامة" ليبيعاها في المخيم.
يكشف مأمون (11 عاما)، عن حجم مبيعاتهما يوميا فيقول: في أحسن الأحوال نبيع بـ 40 ليرة (دولاران) في اليوم.
وعلى رأس إحدى المفارق المطلة على ساحة المخيم، يجلس طفل آخر على بسطة متواضعة، بضع أكياس من شراب السوس والتمر هندي والجلًاب، بينما يراقبه والده النحيل، وهو يجلس القرفصاء أمام خيمته المجاورة، واضعا يده على خده، يراقب العابرين من أمام بسطته؛ على أمل أن تنال بضاعته اهتمامهم.
يقول سعيد لمراسلنا: إنها تجارة خاسرة في المخيم، كل يوم أتخلص من أكياس الشراب التي لم تبع، وأحيانا لا نبيع أي شيء طوال الوقت، مضيفا: يفضل الناس شراء هذه الأشربة من خارج المخيم؛ حيث توجد بعض المحال على "الأوتوستراد" التي تبيع بكميات أكثر وأسعار أرخص، فضلا عن كونها طازجة.
في ساحة المخيم الرئيسية أيضا تتوزع ثلاث دكاكين، أكبرها للحاج أبو أمير وهي الأقدم في المخيم، يقول أبو أمير لمراسلنا: إن 90 بالمائة من مبيعاته بالدين، وعندما يتم توزيع سلال غذائية على السكان من قبل المنظمات الإغاثية؛ يتوقف البيع بشكل كامل تقريبا لعدة أيام.
وأشار إلى أن أوضاع الناس صعبة في المخيم، والكثير من الأهالي لا يهنؤون بالسلة التي توزع لهم، فغالبيتهم يقومون ببيعها لسداد ديونهم هنا وهناك.
يستذكر أبو أمير رمضانات مخيم اليرموك فيقول: كانت الأسواق تغص بالناس، والحركة لا تهدأ في الساعات التي تسبق موعد الإفطار، كان الخير كثيرا، لقد حرمنا هذه الأجواء منذ تهجيرنا إلى الشمال السوري.
وللعام السابع على التوالي يحل رمضان على الناس في مخيم "دير بلوط"، في المشهد ذاته الذي يتكرر بشحوبه كل عام، تماما كما تبدو عليه الخيام التي تزداد هرما مع مرور الوقت؛ في ظل خذلان المجتمع الدولي والأونروا.