هل يقود الاعتكاف في الأقصى المواجهة القادمة مع الاحتلال؟
رفض المرابطون في المسجد الأقصى قرار منع الاعتكاف فيه، معلنين عن بدء الاعتكاف من هذه الليلة (الأحد)، وحتى نهاية شهر رمضان.
وجاء قرار الاعتكاف، هذا متعارضا مع قرار "دائرة أوقاف القدس" (تابعة للأردن) اقتصار الاعتكاف في المسجد الأقصى على ليلتي الجمعة والسبت، والعشر الأواخر من شهر رمضان.
ونددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان الناطق باسمها، حازم قاسم، بالاعتداء "السافر على المسجد الأقصى المبارك والمعتكفين ليلة أمس السبت، ومحاولة إجبارهم على مغادرة المصلّى القبلي بالقوّة وقطع الكهرباء عنهم".
واعتبر قاسم في حديث مع "قدس برس" ما حدث مع المعتكفين بانه "استفزاز لمشاعر المسلمين وانتهاك فاضح لحرمة المقدسات وحرية العبادة المكفولة في كل الشرائع والقوانين الدولية".
وقال إن سلطات الاحتلال "تشن حربا دينية مسعورة ضد المسجد الأقصى وهويته.. والهجوم على المعتكفين في المصلى القبلي تعبير عن عقلية صهيونية إرهابية تجاوز لكل القيم والأعراف الإنسانية".
واعرب عن تقديره بأن "كل من يضيّق على المقدسيين، هو شريك مع الاحتلال في منع المرابطين من الاعتكاف.. والاحتلال واهم بأنه يستطيع منع شعبنا من الرباط والاعتكاف بالأقصى".
وحذر الناطق باسم "حماس" من أن عدوان الاحتلال على المصلين في الأقصى "يفتح المجال أمام كل سيناريوهات التصعيد" محملا الاحتلال "المسئولية الكاملة عن تداعيات سلوكه الإجرامي بحق المعتكفين بالأقصى".
ومن جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة بأن توقيت "تقديم القرابين" عند اليهود، يوم الأربعاء المقبل، بعد العاشرة ليلاً، يثير الشك بأن قرار "دائرة الأوقاف" القاضي بمنع المسلمين من الاعتكاف في باحات المسجد الأقصى طوال أيام الأسبوع، واقتصار الاعتكاف في الأقصى على ليلتي الجمعة والسبت، والعشر الأواخر من رمضان، تم بالتنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية.
وشدد أبو شمالة في حديث مع "قدس برس" على أن قرار "دائرة الأوقاف" جاء ضمن اتفاق توصل إليه الذين اجتمعوا في "العقبة" جنوب الأردن، و"شرم الشيخ" في مصر، الشهر الماضي، ضمن خطة منع التصعيد، وتحقيق "التهدئة".
ورفض تبرير هذا القرار من قبل مدير "دائرة أوقاف القدس"، الشيخ عزام الخطيب، ووزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة، بأن الاعتكاف تاريخيا يبدأ في العشرة الأواخر من رمضان، قائلا إن "الحقائق التاريخية تؤكد اعتكاف المسلمين في المسجد الأقصى كان قائماً في الزمن الأردني، وفي زمن الاستعمار البريطاني، وقبل ذلك في زمن الدولة العثمانية" وفق قوله.
وتساءل "هل تجاوز التنسيق والتعاون الأمني اعتقال النشطاء والفاعلين ضد الاحتلال، ليصل إلى اعتقال المسجد الأقصى نفسه، وتقديمه قرباناً للصهاينة في أعياد الفصح؟".
ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد مصطفى شاهين أن ارتباط الفلسطينيين بأقصاهم وقدسهم أكبر بكثير من أن يُمنع ويقمع المصلون من الاعتكاف في المسجد الأقصى.
واعتبر شاهين أن "ما حدث مع المعتكفين جريمة تكشف الوجه الحقيقي للإرهاب الصهيوني الذي يقف ضد حرية العبادة ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ في نازية جديدة".
وأعرب عن تقديره أن "الأجواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطيرة جدا وقابلة للاشتعال والفرصة مهيأة للتصعيد إذا ما أقدم الاحتلال ومستوطنيه على أي حماقه".