سيناريوهات المرحلة القادمة.. الحرب أم الهدوء؟

عقب أيام من التصعيد الميداني وعلى عدة جبهات، تعم حالة هدوء نسبي، وخاصة في قطاع غزة وجنوب لبنان، وسط حالة من الترقب وخشية الاحتلال من انفجار الأوضاع على عدة أصعدة.
ويتوقع عدة محللين وكتاب فلسطينيين، بأن الأيام القادمة لازالت حبلى بالمفاجآت، وخاصة خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، لتزامنها مع الأعياد اليهودية التي يستغلها الاحتلال في اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
فيما يرى آخرون، بأن "الوضع الراهن من الهدوء سيستمر؛ بسبب الأزمة الداخلية في دولة الاحتلال، الذي لن يدفعها للتصعيد وفتح جبهة جديدة".
ويرى المحلل السياسي، ياسر مناع، بأن "لدى كبار الباحثين في كيان الاحتلال الإسرائيلي توقع بصورة الأحداث الأمنية وأنها لم تنتهِ، بل هي في أوجها، وأنه من الضروري إعادة حالة الردع الإسرائيلية".
ويضيف مناع لـ"قدس برس": "لدى حركة حماس، تتقاطع الدوائر والشخصيات الإعلامية المقربة من الحركة، في إظهار حالة القلق من الوضع القادم، والتأكيد على أنه من المتوقع أن تقدم إسرائيل على عملية اغتيال لإحدى الشخصيات الوازنة، تستدعي ردا قد يفضي إلى جولة مواجهة جديدة".
وفيما يخص "حزب الله" اللبناني، يتوقع "مناع"، بأنه "غير مستعد لخوض حرب مع إسرائيل، بل ليس من مصلحته ذلك، إلا أنه يدفع من خلف الستار بعدد من الأحداث التي تظهر بأنه ما زال على وعده بالدفاع عن الأقصى".
ويشير مناع إلا الوضع بالضفة الغربية، قائلا: "هنالك عملية نشر للجنود والحواجز العسكري، بحيث يمكن لإسرائيل أن تحكم قبضتها على الضفة المشتعلة بالأصل في حالة اندلاع مواجهة".
ويتابع بأن الوضع في الداخل المحتل، "يثبت بوجود مخططات أمنية وضعت، سيتم تنفيذها لحظة اندلاع مواجهة، خشية تكرار ما جرى في صيف 2021".
ويقول مناع بأن "المخرج الوحيد لنتنياهو الآن هو الاعلان بأن خطة التعديلات القضائية لم تتم إلا بإجماع وطني، حينها يضمن الجبهة الداخلية تماما بما فيها المعارضة، ويصلح الخلاف في العلاقة مع واشنطن".
احتمالية التصعيد محدودة جدا
من جهته، يرى الكاتب ناصر ناصر، أن "احتمالية تطور التصعيد الأمني الحالي وعلى كل الجبهات ضد دولة الاحتلال إلى حرب واسعة، محدودة جداً؛ لسببٍ مركزي واحد ورئيس، وهو أن مصلحة دولة الاحتلال استيعاب التصعيد الحالي والخروج منه بأقل الخسائر الممكنة".
ويقول ناصر لـ"قدس برس"، إن "توقيت المواجهة للاحتلال غير مناسب، حيث رمضان والأزمة الداخلية الحادّة داخل الكيان وعدم استعداد الجيش وتحديدا الجبهة الداخلية - حتى قبل الأزمة - لمواجهة واسعة على كافة الجبهات، فإسرائيل تعمل حاليا على فصل وتقسيم الجبهات قدر الإمكان، بالاستعانة بأمريكا وبعض دول الإقليم".
ويضيف بإن التصعيد الحالي "أظهر مدى ضعف دولة الاحتلال، ومن كشفها هذه المرة هو غباء وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير واعتداءاته وتحرشه بالمصلين في المسجد الأقصى، وعلى الأرجح فسيستمر التصعيد الأمني، وتحديدا على جبهة الضفة الغربية المشتعلة أصلا منذ مدة تزيد عن العام".
ويتساءل ناصر، "هل ستكتفي الجبهة الشمالية بهذا التصعيد، أم ستحوله إلى روتين من الرشقات المتفرقة وأكثر من ذلك؟".
ويجيب بأن "الأطراف ستكتفي بهذه الجولة، والتي كانت لصالح المقاومة بوضوح، وستعدّ العدة لجولة أخرى قريبة قادمة، أما بالنسبة لجبهة غزة فستسعى كافة الأطراف للتهدئة فيها، وإن حدث تجاوز فقد ترد عليه إسرائيل مستغلة الأوضاع في تلك اللحظة".
وفي الأيام الأخيرة، سادت حالة من التوتر الشديد في قطاع غزة والحدود الشمالية لفلسطين وسوريا، بعد جرائم الاحتلال واعتدائه على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، الأسبوع الماضي، أهدافًا للمقاومة الفلسطينية وأراضٍ زراعية في مختلف محافظات قطاع غزة.
فيما ردت المقاومة الفلسطينية بقصف المستوطنات المحاذية لقطاع غزة؛ كما أُطلقت عشرات الصواريخ من جنوب لبنان وسوريا، رداً على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين.