مشعل يحذر من سلسلة اغتيالات لقادة المقاومة في الداخل والخارج
حذر رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، من عمليات اغتيال كبيرة، يحضّر لها الاحتلال الإسرائيلي، لقادة وكوادر المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، قائلاً: "نحن مقبلون على أيام صعبة، ونحن لهم بالمرصاد".
وأوضح مشعل خلال كلمة في مهرجان مقدسي، نظمته الحركة الإسلامية في مدينة "الرصيفة" الأردنية، شرق العاصمة عمان، مساء اليوم الخميس، أن خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، القيام بسلسلة من الاغتيالات في الداخل والخارج، تطال رؤوس المقاومة الفلسطينية من قادة وكوادر وسياسيين وعسكريين، مطالبا بالحذر من مخطط كبير.
وأشار، في كلمته التي عرضت عبر تقنية الـ "فيديو كونفرنس"، إلى أن نتنياهو قرر بإجماع قادة المؤسسات الأمنية عدم اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من رمضان بعد انتهاء عيد "الفصح" اليهودي، لأنه لا يريد أن تكون عنوان المعركة القدس والأقصى، مؤكداً أن ردود الاحتلال في غزة وجنوب لبنان، بعد إطلاق الصواريخ، كانت شكلية "لإرضاء الرأي العام الداخلي".
وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية تريد تهويد الأقصى بهدوء، وبدون أن تثير "عش الدبابير"، وبدون أن يجعل الأمة تنتفض، باتباع سياسة التدرج، والخداع في تهويد الأقصى.
وقال إن تزامن الأعياد اليهودية مع شهر رمضان المبارك استدعى احتكاكا وتوترا، حيث سعى الاحتلال لحسم المعركة في القدس، وبناء الهيكل، وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا.
ولفت إلى أن اليمين الديني المتطرف، واليمين القومي المتطرف يتحكمون في أجندة الحكومة الإسرائيلية، ويسعون لتنفيذ مخططاتهم دون أية اعتبارات وحسابات، لاعتقادهم أن الأقصى لهم، وأن الوقت قد حان لبناء الهيكل، وذبح القرابين كمقدمة "لعودة المسيح المخلص".
وتابع مشعل: اعتقدت الجماعات المتطرفة، أنه بغفلة من الزمن يستطيعون حسم المعركة في الأقصى، لإدراكهم ضعف نتنياهو أمامهم، "فأي مخالفة لهم يعني انفراط عقد الائتلاف الحكومي".
وأشاد ببطولة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال، الذي "مهما تعب ومهما أثقل فهو جاهز دائما للمعركة، خاصة إذا كان عنوانها القدس والأقصى".
وأوضح أن الحاضنة المقدسية استنزفت بعد أن استهدفها الاحتلال بالتهويد والطرد والتضييق، والعمل على تحطيمها وتدميرها.
واستدرك بالقول، رغم الإجراءات الإسرائيلية فإن القدس والضفة الغربية فاجأت الاحتلال بعمليات إطلاق النار، والدهس، واقتحام المستوطنات، والعمليات الفردية التي "يصعب السيطرة عليها من قبل العدو الصهيوني".
وأوضح مشعل أن غزة أيضا كانت حاضرة، فيدها على الزناد، وهي تحسب خطواتها، وكذلك الأراضي المحتلة عام 48.
وأكد أن صواريخ لبنان والجولان عبرت عن أن الفلسطينيين في شتاتهم ومخيماتهم هم جزء من المعركة، باعتبار أن الأقصى "معركتنا جميعا".
وشدد على أن الانفتاح في الجبهات في وجه نتنياهو وحكومته شكل لهم صدمة لم تكن بحسبانهم، حيث كانوا يتوقعون أنهم يعيشون لحظة عابرة يستطيعون فيها حسم المعركة في الأقصى.
وقال: اعتقد الاحتلال أن الوقت قد حان لفرض التقسيم الزماني، وأن بإمكانه التحكم بمن يدخل ويخرج للأقصى، وأن للمسلمين أوقات صلواتهم فقط، وخارج هذه الأوقات فإن "إسرائيل" هي من يتحكم ويسمح لجماعات الهيكل والمعبد والمستوطنين باقتحام المسجد، وأداء طقوسهم فيه، كمقدمة للتقسيم المكاني، وذبح القرابين لهدم الهيكل.
وأشار إلى أن هذا المخطط اصطدم بعقبة المقاومين والمرابطين والمعتكفين خاصة في العشر الأواخر من رمضان، الذي يعتبره الفلسطينيون "عبادة ومقاومة وجهاد ومسئولية وطنية".
وأكد أن مخطط الاحتلال فشل عندما انفجرت في وجهه كل الساحات، مشددا على أهمية "أن نقاتل الصهاينة بجبهات مفتوحة ومتعددة ولا نترك الامر لأهل القدس أو غزة".