خبير قانوني: سياسة تدمير المنازل في غزة جريمة حرب مركبة

تحول منزل عائلة "الآغا" في بلدة "القرارة" شمالي شرق "خان يونس" إلى أثر بعد عين، وذلك بعد أن دمرته طائرات الاحتلال أمس.
أربع صواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية، كانت كفيلة بتحويل هذا المنزل المكون من 3 طوابق إلى ركام مشردة العشرات من سكانه.
منزل "الآغا" كان باكورة المرحلة الثانية من العملية العسكرية الإسرائيلية، ضد قطاع غزة والتي بدأت بالاغتيالات حيث دمرت إلى جانبه 4 منازل أخرى 3 منهم في "خان يونس" ومنزل واحد في بلدة "بيت لاهيا".
المشهد ذاته في منزل "الآغا" تكرر في منزل "المصري" في بلدة "بيت لاهيا" شمالي قطاع غزة، ليضاف ذلك إلى جرائم الاحتلال المخالفة للقانون الدولي.
نائب مدير مركز "الميزان لحقوق الإنسان" (حقوقي مقره غزة) سمير زقوت، أكد أن هدم المنازل "سلوك يأتي في سياق جرائم الحرب المنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال في كل عدوان على الشعب الفلسطيني".
وقال زقوت لـ "قدس برس" إنه "عندما يستهدف منزل سكني فإن ذلك يمثل جرائم حرب مركبة، لأنه يشمل عملية قتل خارج نطاق القضاء، ومخالفة واضحة وصريحة لقواعد القانون الدولي الإنساني.. بتشريد عائلة".
وأضاف أن "قوات الاحتلال بقصفها المنازل توقع عقابا جماعيا بالعائلة، وتختار أوقات تضع السكان ومحيط المنزل في حالة خوف وتبث الرعب في قلوب السكان، وتحدث أثرا بالغا في المحيط".
واستطرد أنه "في الحالة الفلسطينية قوات الاحتلال باتت لا تكترث كثيرا في القانون الدولي ولا محكمة الجنايات الاممية".
موضحا أن "شعور سلطات الاحتلال بالحصانة ضد الملاحقة والمساءلة والمحاسبة هو الذي يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم والمباهاة بهذه الجرائم كما يحصل حاليا".
وتابع "آن الأوان لأن يوقف المجتمع الدولي ازدواجية المعايير وأن يكون هذا الفعل مُجرم في كل العالم".
وشدد زقوت على أن "المجرم في الحالة الفلسطينية محمي ودائما يحظى بالتشجيع وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري والحماية الدولية" على حد تقديره.
واعتبر أن "هناك تسييسا سيفقد محكمة الجنايات الدولية مهنيتها بسبب عدم فتحها أي تحقيقات بجرائم الجرب الإسرائيلية، أو حتى إصدار بيان يؤكد ولاية المحكمة في هذه الجرائم، في حين في الحالة الأوكرانية بعد 24 ساعة تم فتح تحقيق وتم رفع مذكرة إدانة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ويتعرض قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي، إلى عدوان إسرائيلي، أسفر عن اغتيال أربعة من قادة الجهاز العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، وارتقاء 25 شهيدا، و 76 جريحا ودمارا كبيرا في المباني والمنشآت.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 25 فلسطينيا قضوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع عزة فجر الثلاثاء الماضي، بينهم .7 أطفال و4 سيدات.