مراقبون: نتنياهو يضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة لحسم المعركة سريعا

دخل صباح اليوم السبت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الخامس على التوالي، دون أن تكون هناك مؤشرات حقيقية لوقفه في ظل رفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروط المقاومة لأي تهدئة.

وبعد ارتقاء 33 شهيدا وسقوط حوالي 100 جريح، وهدم لأكثر من 10 بنايات بمعدل 45 وحدة سكنية وإطلاق قرابة ألف صاروخ من قطاع غزة، وصل بعضها إلى القدس وضواحي "تل ابيب"، فإن أمد العدوان بات مرشحا للاستمرار.

وعلى الرغم من إيغال الاحتلال بالدم الفلسطيني من خلال المجازر التي يرتكبها ومواصلة عمليات الاغتيال وقصف المنازل، إلا أن المقاومة لا زالت قادرة على استنزافه وإطلاق الصواريخ، بحسب المراقبين.

وقال الخبير الأمني الفلسطيني إسلام شهوان "إن المقاومة استخدمت تكتيكا ميدانيا، حيث صمتت ما يقرب من اثني عشر ساعة ولم تطلق صاروخا واحدا، ثم باغتت العدو بقصف القدس وضواحيها".

وقدّر شهوان في حديث مع "قدس برس" أن المقاومة "أدارت المعركة بذكاء وحكمة"، مؤكدا أن "سلوك المقاومة كان له دور كبير في تعديل المزاج العام في الشارع الفلسطيني ورفع روحه المعنوية" وفق تقديره.

وأكد أن وتيرة الأحداث الميدانية تصاعدت بعد عدة ضربات موجعة من قبل المقاومة الفلسطينية لا سيما بعد قصفها "تل أبيب" والقدس وضواحيها، واستهدفها مواقع وثكنات عسكرية موقعة فيها ضربات موجعة، وذلك بالتزامن مع اختراق منظومة القبة الحديدية وحيدت أداءها عن الخدمة في كثير من الأحيان.

وحذر شهوان من أن الاحتلال ظل يراوغ ويماطل في التفاوض حتى يكسب مزيدا من الوقت أو ينهي المعركة بصيد ثمين.

وأضاف: "يحاول الاحتلال الآن بسلوكه الإجرامي الضغط على المقاومة من خلال استهداف البيوت، مع الضغط الميداني ليسجل نقاط لصالحه لكنه أسلوب سيعود عليه بالخيبة".

ورجح الخبير الأمني مزيدا من ضربات المقاومة خلال الساعات القادمة "والعمل على إيصال رسائل متعددة للجبهة الداخلية، انه قد تمضي في معركة تستمر لأيام لإخضاع الاحتلال لشروطها وتفاديا لمسيرة الأعلام".

 وقال: "سترسل المقاومة رسالة للاحتلال أنها قادرة على الاستمرار لأيام في إيلامه، وشل الحياة اليومية للمستوطنين، وهذا فيه عبئ كبير وتكلفة عالية لا يقدر الاحتلال على تحملها".

وأضاف: "في المقابل سيعمل الاحتلال على زيادة الضربات لبعض القادة العسكريين للمقاومة وسيزيد من حدة قصف البيوت لزيادة الضغط للقبول بشرطه للتفاوض".

من جهته أكد الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، أن خيارات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "مازالت معقدة، فهو لا يريد القبول بشروط المقاومة والخروج من المواجهة بخسارة ودون تحقيق أوراق قوة، لأنه يعتبر الموافقة على شروط المقاومة بمثابة إطلاق النار على مستقبله السياسي".

وقال الرفاتي لـ "قدس برس" إنه "في الوقت ذاته لا يريد نتنياهو استمرار المعركة الحالية، لأن الضغط على الجبهة الداخلية لديه يجعله عرضة للانتقادات الداخلية، وتوجيه اتهامات له بأن لم يكن بقدر مواجهة التحديات الأمنية المتنامية من غزة".

وأضاف: "يخشى نتنياهو تدحرج المعركة ليوم مسيرة الأعلام الخميس المقبل، إضافة إلى خشيته من تطور المعركة وتدحرجها بمستوى ناري أكبر ودخول المقاومة بقوة أكبر في المواجهة، وانتقال المعركة لجبهات أخرى والدخول في معركة متعددة الجبهات".

وأكد الرفاتي أن "نتنياهو هو من يقود المعركة، وقد حصل على تفويض كامل من الائتلاف الحكومي، بينما المستوى العسكري قال بصريح العبارة بأنه استوفى جميع أهدافه من المعركة، ولهذا يدرك نتنياهو أن الخضوع والفشل في هذه المعركة سيرتد عليه شخصياً".

ومن جهته سجل الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ناجي الظاظا، 4 نقاط لصالح المقاومة في هذه المعركة ومن أهمها "نجاح المقاومة في استنزاف الجبهة الداخلية للاحتلال لعدة أيام.. و هذه استراتيجية غير مسبوقة ولم يتوقعها الاحتلال" وفق قوله.

والنقطة الثانية وفقا للظاظا هي "وحدة الموقف الوطني في أبعاده العسكرية والسياسية والإعلامية في مواجهة جرائم الاحتلال، وهذا لم يكن بهذا الوضوح والقوة من قبل".

والثالثة هي "إفشال خطة الاحتلال في الاستفراد بفصيل أو ساحة، فالميدان أثبت أن التنسيق بين كل قوى المقاومة على أعلى مستوى".

وأشار الظاظا إلى أن النقطة الرابعة التي كانت لصالح المقاومة أن "هذه المعركة أثبتت فشل القبة الحديدية في مواجهة صواريخ المقاومة، ما أدى إلى إدخال منظومة (مقلاع داوود) المخصصة لاعتراض أسلحة باليستية أي أبعد من 70 كيلومتر إلى الخدمة".

ومنذ فجر الثلاثاء، تنفذ طائرات إسرائيلية عدوانا على غزة، أسفر عن اسشهاد 33 فلسطينيا بينهم 6 من قادة "سرايا القدس"، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية الأربعاء، بالرد برشقات صاروخية وصلت "تل أبيب".

واستشهد فلسطينيان صباح اليوم وأصيب 4 آخرون برصاص قوات الاحتلال بمخيم بلاطة بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
توثيق 25 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الأخيرة
يونيو 3, 2023
وثق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" (حقوقي مستقل)، 25 عملاً مقاوماً، في مدن الضفة الغربية المحتلة، خلال 24 ساعة، أدت لوقوع إصابة في صفوف الاحتلال. وأشار "معطى" في تقرير السبت، إلى تنفيذ ست عمليات إطلاق نار، وتفجير عبوتين ناسفتين، وإلقاء زجاجة حارقة، إلى جانب إحراق نقطة عسكرية، وأربع عمليات تصدي للمستوطنين وتحطيم مركبة لهم، واندلاع المواجهات
تجدد الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو للأسبوع الـ22 على التوالي
يونيو 3, 2023
 تجددت، مساء اليوم السبت، الاحتجاجات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخطة تغيير القضاء، للأسبوع الـ22 على التوالي. وانطلق عشرات آلاف الإسرائيليين، في تظاهرات من عدة مواقع وسط "إسرائيل" إلى موقع الاحتجاج الرئيسي في شارع "كابلان" في تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة). ورفع المشاركون يافطات كتب عليها شعارات من ضمنها: "نتنياهو، سموتريتش، بن غفير، تهديد للسلام في
"التعاون الإسلامي" تدين إقامة 6 بؤر استيطانية في "مسافر يطا"
يونيو 3, 2023
أدانت منظمة "التعاون الإسلامي" سماح حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بإقامة ست بؤر استيطانية عشوائية في منطقة "مسافر يطا"، جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية. وأكدت "التعاون الإسلامي" في بيان صدر عنها، مساء اليوم السبت، أن "سياسة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلية غير شرعية وغير قانونية؛ بموجب القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي 2334 لعام
المستوطنون يعتدون على مركبات الفلسطينيين في "المغير" شرقي رام الله
يونيو 3, 2023
 هاجم مستوطنون، مساء اليوم السبت، مركبات الفلسطينيين بين بلدة "ترمسعيا" وقرية "المغير" شمالي شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية. وأفادت مصادر صحفية، أن مجموعة من المستوطنين هاجمت مركبات الفلسطينيين بالحجارة على الطريق الواصلة بين بلدة "ترمسعيا" وقرية "المغير"، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار. وكثف المستوطنون خلال الأيام الماضية، من اعتداءاتهم على
صحة غزة: هناك خطر حقيقي يتهدد حياة مرضى الفشل الكلوي
يونيو 3, 2023
حذرت وزارة الصحة في غزة، من التداعيات الخطيرة على مرضى الفشل الكلوي جراء نقص المستهلكات الطبية في أقسام غسيل الكلى. وقال مدير دائرة صيدلة المستشفيات علاء حلس، لـ "قدس برس" إن "ما هو متوفر في مركز غسيل الكلى في غزة من مستهلكات طبية (فلاتر غسيل الكلى وأنابيب نقل الدم) لا تكفي سوى أسبوع واحد فقط".
خبير يحذر من اتفاق الإطار بين "اونروا" وواشنطن
يونيو 3, 2023
حذر مدير مركز "دراسات اللاجئين" (أهلي مقره غزة)، عماد عفانة، مما وصفه بـ "مخاطر" اتفاق الإطار الذي وقعته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" مع الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا. وقال عفانة في حديث مع "قدس برس"، إن توقيع اتفاق الإطار "يعني تمويل مشروط بتعديل المناهج الفلسطينية، وبمعاقبة كل من يعبر عن وطنيه من موظفي الاونروا،