"حكومة غزة".. تراكم مكثف من الخبرات في إدارة "آثار العدوان"
كوّنت الحروب التي خاضتها غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، خلال العقد الماضي، خبرة خاصة لدى الجهاز المدني في القطاع، برزت خلال معركة "ثأر الأحرار"، عبر تسجيل أقل خسائر بشرية ومادية، شهدها القطاع خلال حروبه السابقة، بحسب الإحصاءات التي صدرت.
وفيما كانت "غرفة العمليات المشتركة" منشغلة في إدارة المواجهة مع "إسرائيل"، كانت حكومة غزة، تدير آثار العدوان وصواريخه، مستدعية خبراتها التي استمدتها من الحروب السابقة.
وفور بدء العدوان فجر الثلاثاء الماضي (9 أيار/مايو) تم تشكيل لجنة طوارئ حكومية "عملت كخلية نحل على مدار الساعة لمتابعة العدوان لحظة بلحظة"، بحسب سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي.
وقال معروف لـ "قدس برس"، إن لجنة الطوارئ كانت في حال انعقاد دائم، وهي تتابع كل تفاصيل العدوان منذ الضربة الأولى سواء على صعيد الإسعاف والصحة، أو الإنقاذ والدفاع المدني، أو تأمين المواد الأساسية للفلسطينيين وحماية بيوتهم وممتلكاتهم".
وشدد معروف على أن كافة الطواقم الحكومية عملت على مدار الساعة خلال العدوان، وبسرعة استجابة عالية "وتعزيز الجبهة الداخلية وحماية ظهر المقاومة، رغم شح الامكانيات نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة".
وأكد على أنه وبعد انتهاء العدوان، مساء أمس السبت، "دخلت الحكومة في مرحلة جديدة عنوانها رفع وإزالة آثار العدوان، وحصر الأضرار".
ومن جهته أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، على أن الطواقم الطبية تعاملت مع 33 شهيدًا و190 جريحًا، خلال فترة العدوان على قطاع غزة.
وقال القدرة لـ "قدس برس": "مع الضربة الأولى فجر الثلاثاء فعّلت وزارة الصحة خطة الطوارئ، وتعاملت بمهنية عالية مع أيام العدوان الخمسة" وفق قوله.
وأضاف: "كانت خطتنا متزنة واستطعنا التعامل مع جميع الحالات التي وصلتنا من العدوان، ومن الحالات المرضية الأخرى" على حد تعبيره.
وأشار القدرة إلى أن العاملين في الطواقم الطبية عملوا طيلة أيام العدوان على مدار الساعة "وبجهد كبير وقدموا الخدمة الطبية باقتدار".
ولعبت أجهزة وزارة الداخلية في حكومة غزة، دورا كبيرا في حماية ظهر المقاومة، لا سميا "الدفاع المدني" و"وحدة الهندسة" التي فككت العشرات من القنابل الإسرائيلية، وقامت بعمل مسح للمنشآت التي تم قصفها.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم لـ "قدس برس"، إنه "منذ اللحظات الأولى لبدء العدوان، شرعت الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية للعمل وفق خطة الطوارئ، وأعلنت حالة الاستنفار في صفوف كوادرها.. والحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية، وحماية ظهر المقاومة" بحسب قوله.
وأضاف "فور إعلان وقف العدوان، بدأت الأجهزة الأمنية والشرطية بتطبيق خطة إعادة انتشار في جميع محافظات قطاع غزة، لتقديم الخدمة لأبناء شعبنا والمحافظة على سلامة المواطنين، وتأمين الأماكن التي تعرضت للاستهداف، وإزالة آثار العدوان".
وشدد البزم على أن جهاز الأمن الداخلي (المخابرات) "كان له الدور الكبير في حماية ظهر المقاومة، وملاحقة أي تحركات مشبوهة من الممكن أن تشكل خطراً على المقاومين أو تطعنهم في ظهرهم" على حد تعبيره.
وأوضح أن إدارة الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات في الشرطة الفلسطينية في غزة، عملت على تحييد 81 جسماً من مخلفات الاحتلال، بعد ان نفذت 185 مهمة.
وأشار إلى ان مهام هذه الإدارة تمثلت في (47) معاينة أماكن مستهدفة، (81) إزالة وتحييد مخلفات القصف، و(57) فحص ومعاينة أجسام شهداء ومصابين.
وقال: "لا زالت الأطقم المختصة تجري مسحاً شاملاً ومعاينة لجميع الأماكن التي تعرضت للاستهداف خلال العدوان، مطالبا المواطنين بعدم الاقتراب من تلك الأماكن، وعدم العبث بأي جسم من مخلفات القصف".
ومن جهته، قال محمود بصل الناطق باسم "مديرية الدفاع المدني" أن أطقم مديريته نفذت خلال العدوان 147 مهمة متنوعة.
وأوضح بصل لـ "قدس برس" أن الدفاع المدني تلقى 113 إشارة استغاثة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، ونفذت طواقمه 69 مهمة إطفاء لأماكن استهدفها الاحتلال منذ بدء العدوان.
ولفت إلى "الدفاع المدني" انتشل ونقل الشهداء من الأماكن المستهدفة، فيما تعاملت أطقم الإسعاف لديها مع 48 إصابة مختلفة ونقلتها إلى المشافي القطاع في كافة المحافظات.
وأكد أن مديرية الدفاع المدني نفذت 30 مهمة إنقاذ لمواطنين في الأماكن التي تعرضت للاستهداف من الطائرات الحربية الإسرائيلية.
مشيرا إلى أنه بالرغم من ضعف الامكانيات بسبب الحصار، إلا أن "الخبرة المتراكمة لدى عناصر المديرية ساهم بشكل كبير، في تقديم عمل فعال كان له دور في تخفيف الخسائر البشرية وإسعاف المصابين".
كما تضمن عمل "الجهاز المدني" في غزة، مراقبة الأسواق، والتأكد من توفر السلع وعدم ارتفاع أسعارها.
وتعرض قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، إلى عدوان إسرائيلي كبير بدأ باغتيال 3 من قادة الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "سرايا القدس"، وأسفر عن 33 شهيدا و190 جريحا ودمار كبير في المباني والمنشآت.
في حين تم الاتفاق بجهود مصرية وقطرية على وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، ودخل حيز التنفيذ، في تمام الساعة العاشرة من مساء أمس.
ونص الاتفاق، على ثلاثة بنود هي: وقف استهداف المدنيين، وهدم المنازل، واستهداف الأفراد.