هل تشكل انتخابات الجامعات الفلسطينية انعكاسا للتغيرات السياسية؟

تشهد انتخابات مجلس اتحاد طلبة جامعة "بيرزيت" في رام الله (وسط الضفة الغربية)، تفاعلاً واهتماماً كبيرا من الشارع الفلسطيني لمتابعة دعايتها ومناظرتها؛ ونتائج التصويت لمجلسها.
ويؤكد مختصون بأن الانتخابات الطلابية تعكس التغيرات السياسية الكبرى في الضفة الغربية تحديدا، نظرًا لأنها المتنفس السياسي الرئيس للمواطن، عقب آخر انتخابات تشريعية ورئاسية حصلت منذ أكثر من 15 عاما.
الانتخابات الجامعية مؤشر على المزاج العام
تقول الكاتبة لمى خاطر، إن ثمة أهمية تاريخية لانتخابات الجامعات الفلسطينية، وخاصة النجاح (بنابلس شمالي الضفة)، وبيرزيت، وجامعات الخليل (جنوب)، وهي تعدّ إلى حد ما مؤشراً على المزاج الفلسطيني، وثباته أو تحولاته، ليس فقط على صعيد النتائج؛ بل أيضاً على صعيد حجم المشاركة والإقبال عليها.
وتضيف خاطر لـ"قدس برس"، أن انخفاض نسبة الإقبال يشي بوجود نوع من اللامبالاة لدى شريحة واسعة من الطلاب بالشأن العام والوضع السياسي، بينما المشاركة العالية فيها؛ تعطي مؤشراً على تفاعل القطاع الطلابي مع الشأن العام، وخاصة الوضع السياسي والميداني.
وترى حضور العامل السياسي بثقل كبير في الانتخابات الجامعية، وفي تفاصيل دعاية وتنظير الكتل الطلابية المختلفة، وهذا طبيعي نظراً لوجود الاحتلال، وكون الشباب الشريحة التي ينهض العمل المقاوم في غالبيته على أكتافها.
وتشير خاطر إلى أن انتخابات الجامعات تعبر عن نبض الشارع، ولكن ليس بشكل قاطع وحاسم، لكنها تعين على استقراء المزاج العام إلى حد معيّن، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود العامل النقابي داخل الجامعات ودوره في صياغة خيارات شريحة من الطلاب.
انقلاب في الموازين
بدوره، يقول الكاتب ياسين عز الدين، إن "أحداث الانقسام، وإمساك السلطة بقبضة أمنية شديدة على الضفة والجامعات أيضًا، شهد انكفاء الشارع، وأيضًا انكفاء طلاب الجامعات، وانحسار العمل الوطني، وكانت سنوات جفاف".
ويتابع عز الدين لـ"قدس برس"، في العام الأخير لمسنا انقلاب الموازين بعد الانتفاضة التي انطلقت من "جنين" (شمال) ثم وصلت نابلس وشمال الضفة، شهدنا انقلابًا في الجامعات وبدايات حراك طلابي قوي، ولمسنا ذلك في انتخابات "بيرزيت" العام الماضي، وانتخابات هذا العام في "النجاح" وبوليتكنك الخليل، وغدًا أتوقع أن تكون نتائج "بيرزيت" في هذا الاتجاه.
ويشير إلى أننا أمام مرحلة جديدة، تشهد انهيار سيطرة حركة التحرير الوطني "فتح" والسلطة الأمنية على الضفة، وصعود قوى المقاومة، واستعادة دورها في الساحة بالضفة الغربية.
ويعبر عز الدين عن خشيته بأن تكون هذه العملية في التحول بطيئة نوعًا ما، لأن الاحتلال والسلطة يسعون بكل الطرق لمنع حصولها ويبذلون إمكانيات هائلة، وهذا ما يعيق تقدمها، لكن التحول حتمي، وسيحصل في نهاية المطاف.
الأطرش: انتخابات الجامعات تعكس الواقع الذي نعيشه
من جهته، يقول الحقوقي فريد الأطرش إنه يتابع مناظرة مجلس الطلبة في "بيرزيت" تقريبا كل عام، معتبرة أنها مناظرة مهمة تعكس الواقع الذي نعيشه من تناقضات.
ويلفت الأطرش لـ"قدس برس"، على ضرورة استمرار النهج الديمقراطي والمحافظة على الحريات، وأن نتعلم الدروس والعبر من الذي يجري في هذه الانتخابات.
ويؤكد على أهمية إجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية وفي المجالس المحلية، ليستمع من يجلسون على سدة الحكم والقيادة هنا وهناك صوت الشعب والجماهير، من خلال صناديق الاقتراع التي تمثل بشكل حقيقي نبض الشارع.