مراقبون: منظمة التحرير همشت "الشتات الفلسطيني" وتجاهلته
قال رئيس الهيئة العامة في "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" (كيان دولي مستقل)، والرئيس السابق "للاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية" سمعان خوري، إنه في الذكرى الـ 59 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، التي توافق 28 أيار/مايو من كل عام "فإننا جميعاً نؤكد أنها الممثل الشرعي لأبناء الشعب الفلسطيني، ولكن بكل أسف فإن السلطة الفلسطينية قد سيطرت بصورة كاملة على المنظمة،وعلى جميع مؤسساتها" وفق قوله.
خطف المنظمة
وأضاف خوري في حديث مع "قدس برس" إنه "لدينا القناعة الكاملة بأن المنظمة تمثلنا، لكن قيادتها تنكرت لفلسطينيي الشتات".
وأشار إلى أنه "وإن كنا نقول بأن منظمة التحرير تمثلنا، فهي بكل تأكيد دون قيادتها الحالية، التي خطفت المنظمة من مضمونها وهو تحرير الأرض الفلسطينية" على حد تقديره.
وقال خوري إن "ميثاق منظمة التحرير يؤكد على حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وتحرير الأرض، وتقرير المصير، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وإجراء انتخابات نزيهة للمجلس الوطني لفرز قيادة ملتزمة بالميثاق الوطني والقومي، والسير خلف برنامج المقاومة حتى تحرير فلسطين من النهر للبحر".
وأشار إلى أن "قيادة السلطة الفلسطينية بسطت سيطرتها على منظمة التحرير، حيث دعت لانتخابات الرئاسة والتشريعي الفلسطيني في الضفة الغربية، وقطاع غزة دون القدس، بحجة أن الاحتلال لا يسمح بذلك، وكأننا كفلسطينيين بحاجة لموافقة المحتل لإجراء الانتخابات، وهذا يكشف حقيقة الدور الذي تقوم عليه السلطة الفلسطينية" وفق ما يرى.
تهميش فلسطينيي الخارج
وشدد خوري على أن "قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لم تأخذ بعين الاعتبار الفلسطينيين في دول الطوق والشتات، وهمشت جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج، ونحن نمثل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني أي قرابة 8 مليون لاجئ، وهم الذين يعيشون في دول اللجوء".
وطالب بـ "الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية، فإذا كانت القيادة الحالية فاسدة، فعلينا تغيير هذه القيادة وليس التخلي عن المنظمة، بل الرجوع لميثاقها والتشبث به.. وعليه فإن ما يجب التخلي عنه وتركه هم الفاسدون، وكل ما نريده كفلسطينيين هو أن نكون ممثلين عبر صناديق الاقتراع".
بلا ثوابت
بدوره، قال السفير السابق وعضو المجلس ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، الدكتور ربحي حلوم، إن "منظمة التحرير الفلسطينية هي المظلة الشاملة.. وهي العنوان الأساسي المفترض أن يتمسك به كل فلسطيني".
واستدرك حلوم في حديث مع "قدس برس"، قائلا "للأسف الشديد بعد مضي 59 عاما على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية فإن هناك من حاولوا اختطافها من مضمونها، ومحتواها وثوابتها الوطنية، بإلغاء الميثاق القومي الذي يشكل العمود الفقري للمنظمة، وهي الهادي والشعلة المضيئة التي تنير درب المرحلة الحالية والمستقبلية حتى التحرير".
وقال: "تم وأد منظمة التحرير الفلسطينية في خارطة طريق من وقعوا على اتفاقية أوسلو عام 1993، وأصبحت منظمة التحرير تحكم بمرسوم عسكري إسرائيلي" على حد تعبيره.
وأعرب حلوم عن أسفه من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أكثر من مرة عن قدسية التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبهذا الإعلان الصريح أصبح مفهوم منظمة التحرير الفلسطينية لاغياً، ولم يعد لها وجود في أطار السلطة الفلسطينية".
وشدد على أن "منظمة التحرير بالنسبة للفلسطينيين في الداخل والخارج المظلة الشرعية، ولا يجوز لأحد كائناً من كان أن يعبث بها".
وحول دور فلسطينيي الشتات، وحقيقة تمثيلهم في المنظمة، قال حلوم "نحن كفلسطينيين في الخارج نمثل 60 بالمئة من شعبنا في الشتات، ونحن في المؤتمر الذي عقد مؤخراً في بيروت بحضور 140 شخصية وطنية فلسطينية من الداخل والخارج ومن كل الأنحاء أكدنا على ذلك، وأكدنا أن منظمة التحرير الناظم لعملنا وبالتالي التمسك بها لأنها قاعدة الثوابت". في إشارة إلى "الملتقى الوطني الفلسطيني" الذي عقد في بيروت يوم 20 أيار/مايو الجاري.
وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية، في 28 أيار/مايو عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في مدينة القدس، بقرار من مؤتمر القمة العربية، الذي انعقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.
وكلف المؤتمر ممثل فلسطين آنذاك أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين، وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.