لبنان.. فلسطينيو صيدا يحيون ذكرى النكبة بنشاط تراثي للمسنات

نظّمت جمعية "أغاريد" (أهلية مقرها لبنان) بالتعاون مع "المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية - هوية" (مستقل مقره لبنان، اليوم السبت، نشاطاً وطنياً تراثياً، على ضفاف "نهر الأولي" في مدينة صيدا جنوب لبنان، بمشاركة عشرات المسنات من المدينة ومخيماتها.
وتخلل النشاط فقرات متنوعة، إلى جانب محاكاة للعرس الفلسطيني التراثي، وألعاب ترفيهيّة ووطنيّة.
وقالت مسؤولة جمعية "أغاريد" بمنطقة صيدا وضواحيها، جميلة خضر سلمان، إن "النشاط استهدف فئة المسنّات الفلسطينيّات من مدينة صيدا ومخيماتها وتجمعاتها، باعتبارهن يمثلن تاريخاً توثيقياً لما حصل من مذابح واجرام على أيدي العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني عام 1948".
وأضافت سلمان لـ"قدس برس" "أن الأمّهات الفلسطينيّات سطّرن أسمى دروس العز والفخار في جهادهن وصبرهن قبل وبعد الإخراج من الديار، والتنقل من خيمة لخيمة ومن عذاب لعذاب".
وأكدت أن "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يحيون ذكرى النكبة في كل عام وعيوننا إلى أرضنا، إلى كل شبر من مدننا وقرانا، وللعودة لها، ولم ولن ننسى فلسطيننا ابداً، وكما قيل: كل الناس لهم وطن يعيشون فيه الا نحن لنا وطن يعيش فينا".
واعتبرت أن "تضمين النشاط بمحاكاة للعرس الفلسطيني التراثي فيه رسالة على أن هذه العادات والتقاليد المتأصلة بحياة الفلسطينيين لا زالت حتى في الشتات والمنافي، وهو دليل عملي على أننا ما زلنا نعيش ثقافتنا وتراثنا وننقله من جيل إلى جيل".
من جهتها، قالت الناشطة الاجتماعية، إيمان شراري، أنه "بعد مرور خمسة وسبعون عاماً لم ولن ننسى بيوتنا وأملاكنا وديارنا في عكا وحيفا ويافا واللد والرملة.. لم ننسى قرانا الحبيبة التي دمرها الغزاة بعد تهجيرنا منها".
ورأت في حديث مع مراسل "قدس برس" أن "التمسك بالتراث الفلسطيني والهوية الوطنية والعادات والتقاليد الفلسطينية كالعرس الفلسطيني يحمل في طياته رسالة بعودتنا والتمسك بحق العودة إلى كامل التراب الوطني الفلسطيني".
وشددت على "رفض اللاجئين الفلسطينيين كافة مخططات التوطين والتهجير والتعويض بديلاً عن العودة".
وأدت النكبة الفلسطينية في الـ 15 من أيار/مايو 1948، إلى تهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم، ليصبح عددهم حاليا نحو ستة ملايين، يعيشون في مخيمات اللجوء وفي دول الجوار والشتات، وما زالوا متمسكين بحقهم بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وفق القرارات الدولية، والتي لا تتعاطى معها دولة الاحتلال.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأكثر من 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ويتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.