الفلسطينيون في أوروبا..اللجوء المر

اتهم مركز "دراسات اللاجئين" (حقوقي مستقل) الدول الأوربية؛ بالتمييز في قوانينها بين حالات لجوء الفلسطينيين إليها، ارتباطاً بدولة المصدر القادمين منها، الأمر الذي خلق عقبات كثيرة في الحصول على حق اللجوء والإقامة في الدولة الأوروبية.

وأشار مدير المركز عماد عفانة، في تقرير له اليوم السبت بعنوان "الفلسطينيون في أوروبا ... اللجوء المر" أن هذا الاختلال، يوازي اختلاف تأثيرات وتداعيات النكبة المستمرة على الفلسطينيين منذ 75 عاماً، تبعا لاختلاف مناطق وجودهم.

وقال: "وصلت في العقد الأخير أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى دول الاتحاد الأوربي المختلفة، حيث كان يظن اللاجئون الفلسطينيون أن مجرد وصولهم يعني انتهاء معاناتهم، ونجاتهم من أخطار رحلات الموت في مسالك التهريب، وشبكات الإتجار بالبشر، حيث فقد عشرات اللاجئين حياتهم قبل الوصول".

وأضاف: "غالبية دول الاتحاد الأوروبي ترفض طلبات لجوء الفلسطينيين القادمين من لبنان، ومن قطاع غزة، حيث حصل عدد منهم على إقامة لمدة عام في أحسن الأحوال، والتي لا تخولهم لم شمل عائلاتهم، أو بناء استقرار وحياة جديدة".

واستعرض عفانة تلك القوانين وما نتج عنها من سياسات أوروبية واضحة، مشيرا إلى أن ألمانيا ترفض منح الفلسطينيين القادمين من لبنان أو غزة حق اللجوء، بسبب إجبار الدولة التي وصلوا إليها أولا على التقدم بطلب لجوء فيها، قبيل انتقالهم إلى ألمانيا، فتصدر ألمانيا بحقهم أحكام ترحيل، تطبيقاً لاتفاقية دبلن التي تنص على ترحيل اللاجئ إلى الدولة التي تقدم فيها بطلب اللجوء أولاً.

وقال: "ورغم رفض طلبات اللجوء، إلا أنه لا يوجد ترحيل في الوقت الحالي للاجئين الفلسطينيين إلى لبنان أو غزة، حيث تمنح القوانين الألمانية للاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم حق العمل في بعض المقاطعات، لكن ضمن شروط معينة، يمكن بعدها أن يُمنح إقامة بعد انتظار سنوات طويلة تصل إلى ثمانية أعوام".

وأضاف: "ذات المعاناة القانونية تتكرر مع الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، إذ ترفض الدول الأوروبية طلبات لجوئهم، على اعتبار أن قطاع غزة منطقة آمنة".

وشدد على أن قرارات المحاكم النمساوية، تنص على وجوب فحص استفادة طالبي اللجوء من مساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أم لا.

وقال عفانة : "ومن أجل اتخاذ القرار اللازم بشأن قبول طلب لجوئه، عليها التأكد من عدم إمكانية حصول اللاجئ على مساعدة "أونروا"، يجب على المحكمة فحص ظروف مغادرة الشخص المعني، إن كان بإرادته، فاذا كان من خارج مناطق عمل الأونروا، لا يمكنه الاستفادة من مساعدتها".

وأضاف: "محكمة العدل الأوروبية ترى من حيث المبدأ، وبسبب وضع اللجوء الخاص بالفلسطينيين في مناطق بالشرق الأوسط المسجلين لدى الأونروا، فإنهم مستبعدون على نحو أساسي من الاعتراف بهم كلاجئين في الاتحاد الأوروبي، ويستثنى من هذا الاستبعاد من كانت "أونروا" غير قادرة على تأمين الحماية أو المساعدة له".

وأشار إلى أن الأونروا لم يسبق أن وفرت الحماية لأي من اللاجئين خارج أو حتى ضمن نطاق مناطق عملياتها، منوها إلى أن حماية اللاجئين لا تقع ضمن مهامها الرئيسة، وأن قرار الأمم المتحدة رقم 302 القاضي بإنشائها، يؤكد أن مهامها تقتصر على إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فقط.

وطالب الباحث الفلسطيني الدول الأوروبية بعدم تطبيق هذه القوانين التمييزية على الفلسطينيين طالبي اللجوء فيها، وأن تستجيب لحاجاتهم الإنسانية في الأمن والحماية من بطش الاحتلال للأرض الفلسطينية منذ أكثر من 75 عاماً، تطبيقا لمبادئ حقوق الانسان التي تتغنى بها ليل نهار، إلى أن يستطيع العالم تطبيق قراراته الأممية بإعادة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها، كي لا يبقى اللجوء الى أوروبا مراً.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
بركة: عملية "بيت حانون" تؤكد على جهوزية المقاومة وقدرتها على المبادرة
يوليو 8, 2025
أشاد رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" بالخارج، علي بركة، بالعملية التي نفذها "أبطال المقاومة" شمالي قطاع غزة ليلة أمس الاثنين، وأسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة "بيت حانون". وقال بركة، في تصريح صحفي، إن المقاومة الفلسطينية "تخوض معركة الشرف والكرامة" في بيت حانون، مشيرًا إلى أن العملية النوعية
تحذيرات من نشاط "غزة الإنسانية": مخاوف من أجندات أمنية واستخباراتية
يوليو 7, 2025
حذّر باحثون فلسطينيون من خطورة الدور الذي تقوم به مؤسسة "غزة الإنسانية" (شركة أميركية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا) في قطاع غزة، مشيرين إلى أنها تمارس أنشطة "تتعارض مع المبادئ الإنسانية"، وتُستخدم "كغطاء لأجندات أمنية واستخباراتية تهدد الأمن الوطني الفلسطيني"، بحسب تعبيرهم. وقال الباحث الفلسطيني حسن القانوع، في تصريح خاص لـ"قدس برس" اليوم الإثنين، إن
"الجبهة الشعبية" تحذّر من تصفية القضية الفلسطينية من بوابة قطاع غزة
يوليو 7, 2025
حذّرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، من "مخطط خطير ومشبوه" قالت إنه يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال قطاع غزة، عبر مشروع اقتصادي تقوده جهات "صهيونية وغربية" تحت مسمى "الثقة الكبرى". وقالت الجبهة، في بيان تلقته "قدس برس" اليوم الاثنين، إن المشروع الذي كشفت عنه صحيفة /فايننشال تايمز/ البريطانية، يجري الإعداد
"القوى الفلسطينية" في لبنان يبحث التطورات في غزة وأوضاع اللاجئين
يوليو 7, 2025
عقدت قيادة تحالف "القوى الفلسطينية" في لبنان (إطار يضم قوى المقاومة الفلسطينية) اجتماعها الدوري اليوم الإثنين في مقر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالعاصمة بيروت، حيث ناقش المجتمعون مستجدات القضية الفلسطينية، وتطورات الوضع الميداني في قطاع غزة، إلى جانب أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمّعات داخل لبنان. وأكّد التحالف، في بيان تلقته "قدس برس"، دعمه لصمود
"الجبهة الديمقراطية" تحذّر: الاحتلال يستخدم المفاوضات غطاءً للتدمير والتهجير
يوليو 7, 2025
أدانت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، ما وصفته بـ"استغلال الاحتلال لانطلاق مفاوضات وقف العدوان على غزة، لتكثيف أعمال القتل والتدمير في القطاع"، معتبرة أن "ما يجري يُعبّر عن سوء نوايا الاحتلال وتحدٍّ سافر للإرادة الدولية". وقالت في بيان تلقّته "قدس برس"، إن "التصعيد الدموي المتواصل لقوات الاحتلال، بالتزامن مع بدء المفاوضات،
مراقبون فلسطينيون: موقف الفصائل الموحد يعزز قوة التفاوض ويقطع الطريق على مشاريع الالتفاف
يوليو 7, 2025
في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من ضغوط إقليمية ودولية لفرض صيغة لإنهاء الحرب، برزت مؤخرًا سلسلة من التصريحات والبيانات الصادرة عن قوى وفصائل فلسطينية، تؤكد على وحدة الموقف الوطني خلف خيار المقاومة. الأمر الذي يعكس وفق ما يرى مراقبون فلسطينيون حالة من التماسك الوطني غير المسبوق في مواجهة الضغوط الخارجية