"بايدن" و "بوتين" في الشرق الأوسط .. ما دلالة الزيارتين؟
سبتمبر 27, 2022 6:50 ص
ربط الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد بين تزامن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية المقررة يوم غدا الجمعة (15 تموز/يوليو)، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران يوم 19 تموز/يوليو الجاري، واعتبر أن "زيارة الرئيس الروسي لطهران تأتي رداً على زيارة بايدن للسعودية".
وقال في تصريحٍ لـ "قدس برس" إن "زيارة بوتين لإيران ولقاءه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (في طهران)، الهدف منها التأكيد على أن دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط لا يقل أهميةً وتأثيراً عن الدور الأمريكي".
تهديد لموسكو
وأضاف عياد قائلا "أمريكا تريد أن تفرض نفوذها في منطقة الشرق الأوسط من خلال البوابة الإسرائيلية، والتطبيع مع الاحتلال، وبالتالي كانت الزيارة الأولى (لبايدن) لتل أبيب قبيل زيارة أخرى لعدد من الدول العربية، وهذا الأمر يثير قلق موسكو، لأن زيارة بايدن للسعودية تهدف بالإضافة للتطبيع مع الاحتلال الحديث عن اتفاقية أوبك +، وتحديد سقوف إنتاج النفط والتحكم بأسعار النفط العالمية، علماً أن السعودية مرتبطة في هذا الشأن باتفاقية مع روسيا".
ولفت عياد إلى أن "روسيا ترى أيضاً في هذه الزيارة تهديداً لمصالحها في المنطقة، ولاتفاقيتها مع دول الخليج، وهي تتحرك بالتوازي مع التحرك الأمريكي للرد على الجهود الأمريكية واحباطها قبل أن تحقق غايتها من خلال التقرب أكثر من طهران وأنقرة، وهي تحمل رسائل للسعودية ودول الخليج بضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة التي تجمعها بموسكو، وخاصة ما يتعلق باتفاقية أوبك +".
واتفاق "أوبك بلس" هو اتفاق يضم 23 دولة مصدرة للنفط منها 13 دولة عضوا في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إضافة إلى روسيا. جرى التوصل لهذا الاتفاق في تشرين ثاني/نوفمبر 2016 بهدف خفض إنتاج النفط لتحسين أسعار الأسواق.
خلق وهم الخطر الإيراني
ورأى المختص في العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية خالد الترعاني أن "الهدف من زيارة جو بايدين لمنطقة الشرق الأوسط جاءت كما حددها هو في مقال له في الواشنطن بوست، لدمج الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، وخلق الوهم أن دولة الاحتلال ليست الخطر على المنطقة وإنما الخطر هي إيران".
وأضاف في تصريحٍ لـ "قدس برس" أنه "للأسف الشديد، أن الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك سلاحاً نووياً وهي دولة الاحتلال، تتصدر تحالفاً عربياً تقوده هي لمقاومة احتمال أن تمتلك دولة أخرى في المنطقة السلاح النووي (إيران)".
وقال الخبير الفلسطيني المقيم في أمريكا "انقلاب الأمور وهذا التوجه المخالف لمنطق العقل لا يمكن أن تحققه إلا دول عربية مهزومة تماماً ومنسلخة عن مصالح شعوبها وتاريخ المنطقة".
ولفت الترعاني "هناك خطر حقيقي واحتلال حقيقي لأرض فلسطين، وممارسات حقيقية على أرض الواقع لدولة نظام فصل عنصري، ويأتيك من يتحالف معها من الدول العربية لمواجهة خطر محتمل قادم من إيران، المشكلة أن كثير من الدول العربية تروج لشعبوها مثل هذه القضية ".
وزاد بالقول "أولويات بايدن واضحة، وأولويات (رئيس وزراء الاحتلال يائير) لابيد واضحة ومحددة، الإشكالية فيما هي أوليات الجانب الفلسطيني؟، هل هي أن نتلقى مساعدات أو مزيد منها من الجانب الإسرائيلي؟!" على حد تعبيره.
وختم بالقول "الفلسطيني الرسمي (السلطة الفلسطينية) وضع نفسه في مكان ليس له أي وزن فيه، ومسألة وجوده أصبحت هامشية على جدول أعمال زيارة جو بايدين، من خلال الرضا بما يفرضه الجانب الأمريكي، بأن الخطر الأكبر على المنطقة هي إيران، وكذلك الإسلام السياسي، بينها نحن نعلم أن الغوريلا التي تجلس في الغرفة (مجازاً) هي دولة الاحتلال واعتداءاته" على حد قوله.
وبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، بدأت الأربعاء 13 تموز/يوليو، وتستمر حتى 16 من الشهر نفسه، تشمل زيارة دولة الاحتلال، ومناطق السلطة الفلسطينية، والمملكة العربية السعودية.
تصنيفات : الخبر وأكثر