تلويح الاحتلال بعملية واسعة في الضفة الغربية…الأبعاد والتداعيات

تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات من داخل حكومة الاحتلال، وتزامنا مع العديد من التصريحات والتحليلات حول وجود نوايا احتلالية، بشن حملة عسكرية تستهدف بعض المخيمات الفلسطينية والبلدة القديمة في نابلس على خلفية عمليات المقاومة وتصاعدها بشكل ملحوظ.
وعدّ بعض الكتاب والمتابعين تهديدات الاحتلال تلك؛ ضمن "الحرب الإعلامية" ضد المقاومة، وأنها لا تعدو عن كونها "فرقعات إعلامية"؛ لاسترضاء الجمهور الإسرائيلي، الذي بات يفتقد إلى الأمن في الضفة الغربية نتيجة تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية.
ووصف الكاتب والباحث الفلسطيني عصمت منصور تهديدات الاحتلال تلك بالمفرقعات الإعلامية، والتي غالبا ما يتم الحديث عنها مع ارتفاع وتيرة أعمال المقاومة.
وأضاف: "في الحقيقة ومن وجهة نظري هم غير مضطرين أصلا للقيام بأي عملية كونهم يملكون زمام الأمور باقتحام أي مدينة أو مخيم أو قرية، وتزامنا مع تواضع وسائل المقاومة التي يمتلكها المقاومون في المناطق الفلسطينية".
ورأى منصور بان مخابرات الاحتلال تواجه مشكلة مع العمليات الفردية والتي بدأت تأخذ الشكل المنظم، وتتفشى من منطقة لأخرى، كما حصل بداية في جنين ومن ثم نابلس واليوم نتحدث عن أريحا والخليل وبيت لحم ورام الله.
وأردف:" مشكلة الاحتلال بالدرجة الأولى استخباراتية إزاء العمليات ومنفذيها قبل وقوعها، ورغم امتلاكها للأسف قدرة فائقة بالوصول الى المنفذين، وفي ظل استحواذها على برامج تتبع وتجسس ورصد غاية في الدقة، وهذا ما يعزز قولي بعدم حاجة الاحتلال لشن حملة بمعنى الاجتياح أو الاقتحام المطول".
وختم:" إسرائيل جربت كل الطرق ومنها عزل المنفذين وخلق فجوة مع الحاضنة الشعبية وجربت العقوبات الجماعية والتصفيات واستخدام قواتها الخاصة ومع ذلك فشلت، وبالتالي هي بحاجة الى محاصرة المنفذين وإفشال عملياتهم أصلا قبل وقوعها وهذا ما يعتبر مستحيل في ظل كون أغلب العمليات فردية غير منظمة".
من جانبه يرى المتابع للشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس بأن الحديث في الفترة الأخيرة عن عملية اجتياح واسعة للضفة الغربية لمكافحة مجهود المقاومة العسكري يخضع من حيث الإمكانية أو عدمها إلى العديد من الاعتبارات.
وأردف:" إذا أردنا أن ننظر بموضوعية لهذا الإجراء يمكن القول بأن دولة الاحتلال تملك القوة والإمكانية للقيام بذلك، لكن هناك ثلاثة عوامل بالغة الأهمية تضع هذا القرار في موضع الشك، أولها وجود المقاومة وقدراتها، وأنها لن تسمح للاحتلال بأن يستفرد بالضفة الغربية لا سيما أن استراتيجية المقاومة تقوم على ربط الساحات ببعضها البعض، وبالتالي هناك خطوط حمراء لا يمكن للاحتلال أن يتجاوزها".
وتطرق أبو العدس إلى الاعتبار الثاني والذي قد يحول دون تنفيذ أي عملية عسكرية والمتمثل بحالة السلطة الفلسطينية، حيث أن أي عملية اجتياح طويلة ودموية يمكن أن تؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة بالنسبة للسلطة وإضعافها في الشارع الفلسطيني، لاسيما أنها في أضعف حالاتها، وفي المحصلة نقول بأن الاحتلال يقدر على القيام بهذا الاجتياح لكن هل يستطيع؟".
وشدد أبو العدس على أن تهديدات الاحتلال تلك أيضا تأتي في سياق استرضاء الجمهور الداخلي لدى الاحتلال الذي يعيش تناقضات سياسية من جهة وفقدان للأمن في الضفة الغربية من جهة ثانية.
وكانت صحيفة /معاريف/ العبرية، قد كشفت يوم الجمعة الماضي أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تستعد لاحتمال توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي المخطط لها لتستهدف المسلحين الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية عقب تصاعد موجة العمليات الفلسطينية.