بعد سريان اتفاق التهدئة في غزة.. من الرابح؟ ومن الخاسر؟
سبتمبر 27, 2022 6:57 ص
إثر سريان اتفاق التهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة؛ برزت تساؤلات حول الرابح والخاسر في جولة التصعيد الأخيرة، وما إذا كان اتفاق التهدئة سيضمن تحقيق هدنة طويلة الأمد، أم أنه هش إلى درجة أنه لن يصمد طويلا، خصوصا مع استمرار انتهاكات الاحتلال في حق الأرض والإنسان والمقدسات.
وسرى اتفاق لوقف إطلاق النار في تمام الساعة الـ11.30 مساء أمس الأحد، ليسود الهدوء مناطق قطاع غزة والمدن والبلدات في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد عدوان إسرائيلي استمر لثلاثة أيام، وأسفر عن استشهاد 44 فلسطينياً، وإصابة 360 آخرين.
وكانت مصر قد توصلت لتفاهمات بين حركة الجهاد الإسلامي و"إسرائيل"، ودعت إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل، على أن تبذل القاهرة جهودها للإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وتعمل على إطلاق سراح الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.
لا ضمانات
ويرى الباحث في "مركز يبوس للدراسات" سليمان بشارات، أن "التجارب السابقة للوساطة المصرية، تدلل على أن الاتفاق الأخير لا يمثل ضمانات طويلة الأمد، كبقية الاتفاقات السابقة التي كانت لحظية، وأقرب للتعامل مع الحدث بموضع زماني محدد".
وأضاف لـ"قدس برس": "لكن الإشكال في الأمر؛ أن الوساطة المصرية هي نتاج دورها التاريخي في القضية الفلسطينية من جانب، وأنها الأكثر مقبولية لدى الاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر".
وأوضح بشارات أن "إسرائيل" حاولت من خلال هذه المواجهة "ترميم ما فقدته في معركة سيف القدس، فقد تمكنت من استهداف شخصيات عسكرية من الصف الأول لسرايا القدس، وأعادت لنفسها مفهوم أنها صاحبة الضربة الأولى".
واستدرك أنه "لا يمكن قياس هذه النجاحات بالمستوى الشمولي؛ لأن باقي فصائل المقاومة، وفي مقدمتها حماس، لم تتدخل في هذه المواجهة بالشكل الظاهري، ما يعني أن المقاومة استخدمت إمكانات وإدارة محدودة، وبالتالي فإن (إسرائيل) تدرك أن نجاحها المزعوم مرحلي، وليس استراتيجياً، ولهذا السبب سعت لإنهاء الجولة والذهاب للتهدئة".
وأشار بشارات إلى أن "إسرائيل" بدأت التصعيد بالحديث عن استهداف لحركة الجهاد الإسلامي فقط، بمعنى أنها لم تكن معنيه بمواجهة شاملة مع أذرع المقاومة الفلسطينية، بهدف تسجيل نقاط محددة تعيد للاحتلال بعضا من مفهوم معادلة الردع".
وأوضح أن "حكومة الاحتلال هي الآن على المحك أمام جمهورها الداخلي، فلعنة معركة سيف القدس، وتقرير نتائج الحرب السابقة؛ يدفعانها باتجاه محاولة تغيير هذه الصورة، وهذا ربما جعلها تنأى عن تقديم ضمانات لتنفيذ بنود التهدئة".
المقاومة تفرض المعادلة
من جهته؛ أكد العقيد المتقاعد رفيق أبو هاني، سعي "إسرائيل" لاستعادة نظرية الردع التي فقدتها، لافتاً إلى أن المقاومة الفلسطينية "ترفض تماماً أن تعود (إسرائيل) لسياسة الاغتيالات، وأن تفعل في قطاع غزة ما تشاء، ليأتي الوسيط بعد ذلك بالتهدئة، لتعاود دولة الاحتلال الكرة من جديد".
وأضاف أبو هاني لـ"قدس برس" أن "العدو الصهيوني منذ البداية حدد أسبوعاً لعدوانه، لأنه يعلم أن كل يوم بعد الأسبوع هو بالنسبة لـ(إسرائيل) خسارة وضغط ميداني"، محذرا من أن "الأحداث يمكن أن تتطور بشكل واسع، وتتصاعد في حال لم يلتزم الاحتلال بالتهدئة".
وقال إن المقاومة استطاعت ترميم قوتها بعد معركة سيف القدس، مضيفاً أن "خطابات المقاومة وتحديها للكيان عبر أكثر من مشهد بعد معركة سيف القدس؛ يؤكد على جاهزيتها القتالية، وأنها قادرة على فرض معادلتها على العدو".
وشن جيش الاحتلال أولى غاراته في عدوانه الجديد على قطاع غزة، الجمعة الماضي، ضمن عملية عسكرية أسماها "الفجر الصادق"، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة الجهاد الإسلامي.
تصنيفات : الخبر وأكثر