الأعياد اليهودية.. هل تتدحرج الأوضاع إلى مواجهة شاملة؟
سبتمبر 27, 2022 7:12 ص
حذر كتاب ومحللون سياسيون من اشتعال مواجهة مسلحة بالأراضي الفلسطينية، بسبب التهديدات الإسرائيلية المتجددة لاقتحام المسجد الأقصى، خلال رأس السنة العبرية، وما يتخلله من استعدادات يهودية لـ"النفخ في البوق".
وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف لـ"قدس برس"، إن "حدوث أي مواجهة مسلحة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال مرتبط بسلوك الأخير على الأرض، والكل ينتظر هل سيُسمح للمستوطنين المتطرفين بالتمادي أم لا".
ورأى "الصواف" أن "ما تسعى له سلطات الاحتلال تثبيت للخطوة الأولى، لبدء عملية التهويد الكامل للمسجد الأقصى، من خلال ما يسمى نفخ البوق، والصلوات، وتقديم القرابين".
وشدد على "ضرورة التصدي لهذه المحاولات من الكل الفلسطيني، لمنع الاحتلال وعدم تمكينه، حتى لو تطلب الأمر مواجهة واسعة في كل المناطق، وعلى رأسها المقاومة في غزة".
ومن جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عاهد فروانة، إنه "حسب المعطيات والسيناريوهات المتوفرة، ستكون عمليات في الضفة والقدس مع مواجهة بسيطة في قطاع غزة بهذا الشأن، ما لم يحدث تطور خطير يقلب الأمور رأسا على عقب".
واستبعد فروانة في حديثه لـ"قدس برس" أن "تتدحرج هذه المواجهات لتصل إلى مواجهة عسكرية كبيرة بين الاحتلال وغزة، وذلك على الرغم من هشاشة الأوضاع".
واعتبر أن "اقتحام الأقصى، تطور وتصعيد خطير من دولة الاحتلال، وربما إن لم يتم نزع فتيله، ستكون مواجهات وتتطور الاشتباكات".
وأشار الخبير إلى أن "هناك تسابقا من أحزاب دولة الاحتلال، للسماح لهذه الجماعات بممارسة طقوسها، حتى يكسبوا المزيد من الأصوات في البازار الانتخابي الإسرائيلي من اليمين المتطرف، لأنه المسيطر على الساحة في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في تشرين ثاني/نوفمبر المقبل".
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، محمد مصطفى شاهين، إننا "أمام تعاظم وزيادة للعمليات الفدائية في الضفة الغربية والقدس؛ وهناك احتمال لتدحرج التصعيد لمواجهة مسلحة من الفصائل في غزة، في حال تنفيذ اقتحامات كالتي يدعو إليها المتطرفون يهودا غليك وبن غفير".
وحذر شاهين من أن "المواجهة قد تدفع باتجاه إشعال حرب دينية، تتعدى نيرانها إلى ساحات إسلامية وجبهات أخرى، لتدفيع الاحتلال ثمن عدوانه على المقدسات".
واعتبر التجارب الصاروخية للمقاومة في غزة، "رسالة بالبارود والنار على أن لا تقتربوا من المسجد الأقصى"، مؤكدا لـ"قدس برس" أن "المقاومة الفلسطينية قادرة وتمتلك من القوة ما يمكنها من حماية مقدساتها".
وقال إن "الأعياد اليهودية يتم توظيفها لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بتشجيع من الحكومة الصهيونية، وجماعات الهيكل اليمينية للمتطرفة".
وتابع "لعل ما تشهده الضفة الغربية والداخل المحتل من عمليات فدائية رسائل واضحة، أن المسجد الأقصى خط أحمر، ولهيب معركة سيف القدس لا زال حاضرا، وهو ما أكدت عليه الفصائل الفلسطينية في مواقفها الأخيرة".
وفي وقت سابق، أمس؛ أقدم عضو الكنيست، سمحا روثمان، على النفخ بالبوق اليهودي - المعروف باسم "الشوفار" - في مقبرة الرحمة، المحاذية للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.
والنفخ بـ"الشوفار" هو طقس ديني يهودي يتم خلاله النفخ عبر قرن كبش، في صلاة الصباح أثناء الشهر الذي يسبق عيد رأس السنة العبرية، وفي يوم العيد نفسه، وفي يوم الغفران، وفق المعتقدات اليهودية.
وتبدأ غدا الأحد، سلسلة من الأعياد اليهودية وتستمر لثلاثة أسابيع، وسط تحذيرات من اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وتداعيات ذلك على الأوضاع الأمنية في فلسطين المحتلة.
تصنيفات : الخبر وأكثر