الاحتلال يرفض علاج الأسير أبو السبح.. والإهمال الطبي يهدد حياته

على الرغم من حالته الصحية السيئة والمتفاقمة، ترفض إدارة السجون الإسرائيلية السماح لوالدة الأسير فادي أبو السبح (38 عاما) من قطاع غزة زيارته، أو الاطمئنان عليه، وتصر على عدم تقديم العلاج له.

وباتت الحاجة عفاف أبو السبح "أم فادي" (59 عاما) أكثر قلقا على حياة ابنها البكر، الذي يعاني من الكثير من الأمراض والكسور في جسمه، سواء قبل اعتقاله أو بعده، في حين لا يتم تقديم أي علاج له، أو السماح للطبيب بزيارته.

واعتقلت قوات الاحتلال أبو السبح، وهو أب لأربعة اطفال في أيار/ مايو من العام 2019 في الداخل المحتل، وذلك بعد يومين من مغادرته قطاع غزة بتحويلة طبية رسمية من وزارة الصحة الفلسطينية؛ بغرض العلاج في إحدى مشافي الضفة الغربية المحتلة، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما عليه بالسجن لمدة خمس سنوات.

ويعاني أبو السبح من عدة كسور في أنحاء من جسمه جراء حادث سير تعرض له في غزة، والاعتداء عليه من قبل السجان الإسرائيلي؛ وهو بحاحة ماسة لإجراء عملية جراحية في أنفه ويديه، حيث ترفض إدارة سجن النقب الصحراوي الذي يقبع فيه؛ الاستجابة لطلبه كما أنها لا تقدم له العلاج اللازم. بحسب والدته.

وقالت أبو السبح لـ "قدس برس": "منذ اعتقال فادي قبل أربع سنوات، لم يسمح لي بزيارته رغم حالته الصحية السيئة".

وأضافت: "فادي بحاجة إلى عناية صحية فائقة، حيث يعاني من كسر في اليدين، مع وجود بلاتين قبل اعتقاله، وتفاقمت حالته الصحية بعد الاعتقال، جراء الاعتداء عليه من قبل السجان، حيث تسبب ذلك في كسر بقدمه وأنفه وصدره".

وأشارت أبو السبح إلى أن نجلها طلب عدة مرات من إدارة السجن؛ إجراء عملية جراحية له، إلا أنها ترفض ذلك، مما أدى إلى استفحال حالته الصحية، وعدم استطاعته القيام باحتياجاته الأساسية، إلا بمساعدة زملائه.

وأكدت أن نجلها وخلال تواجده في سجن "نفحة" قبل أكثر من عام، تعرض للضرب المبرح من قبل السجان الإسرائيلي، وتسبب ذلك في كسر أنفه، واحدى قدميه وصدره، مشيرة إلى أنه دخل عدة مرات في إضراب عن الطعام للاحتجاج على ضعه الصحي، دون أن تعير إدارة السجن له أي اهتمام.

وناشدت الأم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضرورة إدخال لجنة طبية للكشف عن نجلها، وتقديم العلاج اللازم له، ومساعدتها في زيارته والاطمئنان عليه.

وأشارت إلى أن أطفاله (هشام، محمد، سجى، وسوار) يحلمون باحتضان والدهم أو زيارته، متسائلة ما ذنب هؤلاء الأطفال يتربون بعيدين عن والدهم؟.

من جهته قال الباحث والمختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن حالة الأسير أبو السبح ليست الحالة الأولى التي يحرم فيها أفراد العائلة من زيارة عزيزهم الأسير؛ الذي يعاني من المرض.

وأضاف فروانة لـ "قدس برس": "أم فادي ليست الأم الفلسطينية الوحيدة الممنوعة من زيارة ابنها؛ فالكثير من الأمهات وأفراد القرابة من الدرجة الأولى ممنوعين من الزيارة، تحت ذرائع وحجج اسرائيلية عديدة، مما يشكل عقابا للطرفين ويفاقم من معاناة الجميع.

وأكد أن المعاناة تكون أكبر حينما يكون الأسير مريضا ويعاني من أوضاع صحية صعبة، كحالة الأسير فادي أبو السبح، الذي يتعرض للإهمال الطبي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة بحق الأسرى عموما.

وأفاد فروانة أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، رفع أعداد الأسرى المرضى إلى نحو 700 أسير؛ بينهم 24 أسيرا يعانون مرض السرطان.

وقال: "إن أخطر ما يعانيه الأسرى اليوم هو سياسة الإهمال الطبي، وارتفاع أعداد المرضى، وتدهور الحالة الصحية لعدد منهم، جراء تصاعد الاستهتار الإسرائيلي بحياتهم، مما يتطلب تدخلا دوليا عاجلا لحمايتهم، وإنقاذهم".

وأضاف: "أخطر حالات الأسرى المرضى الأسير وليد دقة والمعتقل منذ 38 عامًا، والمصاب بمرض سرطان نادر يصيب نخاع العظم يعرف بـ(التليف النقوي)، و محتجز اليوم في ما تسمى عيادة سجن الرملة".

ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، نحو أربعة آلاف و 900 أسير، ومن بينهم 180 أسيرا؛ من قطاع غزة، جلهم من قدامى الأسرى وأصحاب الاحكام العالية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
هل يمنع الاحتلال توظيف المعلمين الدارسين في الجامعات الفلسطينية بالداخل المحتل؟
يوليو 6, 2025
رأى العديد من المتابعين، أنّ إقرار "الكنيست الإسرائيلية" وتصدبقها بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون وقرار بموجبه رفض منح رخصة تدريس لكل من يحمل شهادة من المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، يرمي إلى "تحقيق العديد من المكاسب السياسية والوطنية وفي مقدمتها ضمان عدم تأثر الطلبة بالأبعاد الوطنية والإبقاء على حالة الفصل بين فلسطيني الداخل وأهالي الضفة الغربية". بدوره
"إمارة الخليل".. محاولة إسرائيلية فاشلة لاختراق النسيج الوطني الفلسطيني
يوليو 6, 2025
نشر موقع "وول ستريت جورنال" الأمريكي، مساء السبت، تقريرًا بعنوان "عرض سلام جديد مع إسرائيل"، كشف فيه عن وثيقة قُدّمت من قبل رجل يُدعى وديع الجعبري، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة أربعة أشخاص آخرين، إلى وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نير بركات. وتضمنت الوثيقة رغبة المجموعة في التوصل إلى "اتفاقية سلام"
إغارة "القسام" في خان يونس.. دلالاتها العسكرية والسياسية؟
يوليو 6, 2025
في وقت يظن فيه الاحتلال أنه أحكم قبضته على قطاع غزة، وبينما يعاني الفلسطينيون من حصار خانق ومجازر مستمرة منذ ما يزيد على 640 يومًا، جاءت مشاهد العملية الأخيرة في خان يونس لتقلب معادلات المعركة، وتعيد تشكيل الوعي السياسي والعسكري من جديد. العملية التي وُثقت بعدة زوايا وبُثّت مقاطع مصورة منها، لم تكن مجرد كمين
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
نشطاء وأكاديميون كويتيون: الابتعاث إلى جامعات تدعم إبادة غزة يتناقض مع قيم الإنسانية
يوليو 5, 2025
أكد نشطاء وأكاديميون كويتيون أن الصمت تجاه الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة لم يعد خيارًا أخلاقيًا، مشددين على أن الاستمرار في دعم أو تمويل المؤسسات المتورطة في تلك الجرائم ولو بشكل غير مباشر هو شكل من أشكال التواطؤ المرفوض. وفي ظل ما تكشفه التقارير الحقوقية من شراكات عسكرية وبحثية تجمع بين عدد
النجاة السياسية أم النصر الميداني؟ معضلة نتنياهو في عدوانه على غزة
يوليو 5, 2025
تتزايد التساؤلات حول كيفية موازنة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين طموحه السياسي الداخلي ورغبته الظاهرة بإنهاء الحرب، من دون أن يفقد صورته كـ"منتصر" أمام جمهوره. وفي ظل تحولات المزاج الشعبي الإسرائيلي والخسائر البشرية المتزايدة، تجد حركة "حماس" نفسها أمام تحدي المناورة في المفاوضات دون الوقوع في فخ الشروط الإسرائيلية. وبين هذه المفارقات، تتضح