ما هي دلالات الاهتمام الإسرائيلي في عملية الخليل الفدائية؟

سجلت عملية الخليل (جنوب الضفة)، التي وقعت أمس الأول الإثنين، حالة تسابق غير مسبوق من قبل المسؤولين الإسرائيليين بالحضور لمكان العملية، وعقد مؤتمرات صحفية للتهديد والتنديد والتوعد بملاحقة المنفذين.
وكان اللافت حضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يؤآف غالنت، ورئيس أركان جيش الاحتلال ورئيس "الشاباك" (جهاز الاستخبارات الداخلي)، وعقدهم لمؤتمر صحفي في المكان، ليعكس أهمية ما حصل ودلالته الكبيرة.
وما يثير الاهتمام هو حجم الإغلاقات والتشديدات الأمنية التي مارستها قوات الاحتلال، بالمقارنة مع عملية قتل فيها مستوطن واحد، وتعزيزه لقواته ونصب الحواجز في داخل الأحياء السكنية، في صورة لم تتكرر إلا أبان أسر المستوطنين الثلاثة قبل سبعة أعوام.
وتعليقا على ذلك، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، إن "زيارة نتنياهو لموقع العملية ومعه وزير جيشه ورئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى، تعني أن الخليل بالنسبة لهم لا تقل أهمية عن أيّ مدينه في إسرائيل".
وأضاف شديد لـ"قدس برس": "هذا يعني أيضا وجود إجماع إسرائيلي على ضم المنطقة التي حدثت فيها العملية، إذ أنها تعتبر معقل جماعة الصهيونية الدينية (تتبع لسموترتش وبن غفير)".
ويعتبر أن ذلك سيؤدي إلى "تشديد مواقفهم داخل الحكومة، ومحاولتهم الضغط على نتنياهو وعلى الجيش للقيام بخطوات عسكريه قاسية وصارمة ضد الشعب الفلسطيني لإرضاء قاعدتهم الاستيطانية، ومن هنا يمكن تفسير وصول نتنياهو الى مكان العملية لطمأنة المستوطنين أولا وطمأنة بن غفير وسموتريتش ثانيا"، بحسب "شديد".
ويرى شديد، أن "الإسرائيليين ينظرون إلى العمليات بخطورة كبيرة، لأن مدينة الخليل تضم مستوطنين وفلسطينيين.. والعملية من الممكن أن تؤدي إلى تصاعد التوتر في المدينة بين الطرفين، وهنالك خشيه من قيام المستوطنين بردات فعل وأعمال انتقامية، والتي بالتأكيد ستؤدي إلى ردود فعل فلسطينية".
والأهم حسب شديد، هو وجود صدمة في "إسرائيل"، لأن المستوى السياسي والعسكري والأمني اعتقدوا أن السياسات الاقتصادية التي طبقت عليها، نجحت في عزلها عن محيطها وسلخها عن باقي الوطن، ولكن العملية أفشلت تماما هذا التصور.
بدور يشير رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، إلى "وجود دعاية مركزة ضد مدينة الخليل في الفترة الأخيرة، وساهم فيها بشكل كبير الاحتلال وأدواته، وتركزت على أن المدينة خرجت من دائرة الصراع".
وأضاف الشوبكي لـ"قدس برس"، إن "هناك صدمة لدى الاحتلال من العملية، ولكنه يرى أنها صدمة مفتعلة ومصطنعة، لأنه الخليل فعليا لم تكن غائبة عن الحالة النضالية، ولكن الاحتلال كان معنيا بنشر هذه الدعاية".
ويعتبر أن الاحتلال حاول "تدجين المدينة بشكل كبير، ونشر دعاية في وسط الشعب الفلسطيني، بأنه نجح في ذلك من خلال سياسته الاقتصادية والاجتماعية، وافتعال العديد من المشاكل، غيرت من أوليات المواطن في الخليل".
ويتفق الشوبكي مع شديد، بأن "لدى المدينة ثقل مهم آخر وهو البعد الديني والأيدلوجية لدى الصهاينة ومكانتها لديهم، ويجعل حضور شخصيات كبيرة في محاولة لاسترضاء اليمين المتطرف، بسبب تأثيرهم الكبير ولثقلهم السياسي حاليا".
وقتلت مستوطنة وأصيب مستوطن آخر بجروح خطيرة، أمس الأول الإثنين، في عملية إطلاق نار في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
والسبت الماضي أيضا قتل مستوطنان في عملية إطلاق نار في بلدة "حوارة" جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية.
وتتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية وتتسع لتشمل شمال وجنوب الضفة الغربية، ردا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وبحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.