مراقبان: الاحتلال يتخبط حول كيفية الرد على عمليات الضفة

غزة-عبد الغني الشامي-قدس برس
|
أغسطس 23, 2023 11:54 ص
يقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن خلفه المجلس العسكري والأمني المصغر المعروف باسم "الكابينت" حائرا أمام الضربات المتصاعدة للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وكيف يمكنه أن يرد على هذه العمليات لحفظ ماء الوجه في ظل صعوبة كافة الجبهات التي يهددها صباح مساء.
ففي الوقت الذي تقف فيه الدولة العبرية بكل أجهزتها عاجزة أمام خيمة نصبت جنوب لبنان، وحسابات معقدة مع غزة في ظل هجمة مسعورة على الضفة والقدس؛ فإن دمشق باتت هي الجبهة الأقل تكلفة للاحتلال في حال فكر في الرد على هجمات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، إلا أنه قد لا يأمن عواقب مهاجمتها.
وقال سعيد بشارات المختص في الشأن العبري لـ "قدس برس" إن " المقاومة حوّلت الضفة الغربية إلى منطقة خطرة تستنزف جيش الاحتلال والمستوطنين، وتمنع (تل أبيب) من التفرغ لساحات أخطر منها".
وأكد على أن العمليات الفدائية هذا العام قتل فيها عدد من المستوطنين، وجنود الاحتلال لم تشهدها الضفة الغربية منذ العام 2002.
وقال "أوصى الكابينيت خلال المشاورات التي تمت الليلة الماضية بأن نتنياهو وغالانت، لهما الصلاحيات بعمل اللازم حول ما يتعلق بوأد الحالة النضالية ووقف تطورها في الضفة الغربية".
وأضاف "الأمور باتت جدية، وهناك نية لاستهداف قيادات فلسطينية في الخارج، وعلى رأسها الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس".
وأكد بشارات أن هناك نية لاستهداف قيادات في غزة أيضا كونها متهمة بتحريك الضفة الغربية، وإدارة الحالة النضالية فيها.
وأشار إلى أن حديث نتنياهو عن أذرع إيران في المنطقة يقصد قيادات "حماس"، في الخارج وخاصة في لبنان.
وقال بشارات "الاحتلال يبحث عن طريقة للوصول إلى قيادة "حماس" في لبنان لتدفيع الحركة الثمن، ولكن دون حرب".
ودعا قيادات الحركة في كل مكان، لا سيما لبنان إلى أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر من هذا التخطيط والمكر الإسرائيلي.
وأظهرت إحصائية أصدرها مركز "معطى" (مستقل) ارتفاع أعداد القتلى في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين إلى 36 قتيلا منذ بداية العام الجاري.
وأشار المركز في تقرير له إلى أن هذا الرقم (36) هو أعلى رقم للقتلى الإسرائيليين منذ عام 2001.
وكانت آخر العمليات، تلك التي نفذها الأسيران محمد وصقر الشنتير من مدينة الخليل الاثنين الماضي، وأدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة آخر.
ومن جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أن الاحتلال سيكون دقيقا في حساباته مع الجبهة الشمالية والجبهة الجنوبية في الرد على تصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
وقال سويرجو لـ "قدس برس": "من كان يطلق القنابل الصوتية على أفراد حزب الله خوفا من انهيار الوضع، دون أن يستطع إزالة خيمة نصبت جنوب لبنان، لن يجرؤ على مهاجمة بيروت".
وأضاف "أما غزة فلها حسابات مختلفة، فقد يعود للعبة فرق تسد ويضرب هدفا في غزة، ولكن ليس من حماس ظنا منه أن سيناريو الاشتباك مع الجهاد لن يجبر "حماس" على الرد، وهو ما يستوجب تحذيرا واضحا من قيادة المقاومة بأن المساس بأي مواطن فلسطيني في غزة بهدف الاغتيال هو بمثابة إعلان حرب.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن الجغرافيا في مكان آخر غير غزة وبيروت ستكون أقل الخيارات خطورة على تفجير الأوضاع في إشارة واضحة منه إلى دمشق".
وقال "نحن بحاجة إلى موقف حازم من قيادة محور المقاومة بأن المساس بأي مواطن فلسطيني أو سوري في دمشق هو أيضا بمثابة إعلان حرب".
وعزز كلام بشارات وسويرجو حديث المختص بالشأن العربي في "القناة 13" العبرية "تسفي يحزقيلي" حينما قال "عمليات (حماس) في الضفة تشمل إطلاق صواريخ ومحاولات تنفيذ عمليات خطف الجنود وعمليات في المستوطنات على نحو علني؛ وإسرائيل مرتدعة من (حماس) ولا يمكنها القيام بأي عمل عسكري".
تصنيفات : الخبر وأكثر المقاومة