مقاطع فيديو.. "قدس برس" ترصد آخر التطورات في مخيم "عين الحلوة" جنوب لبنان

لا تزال الاشتباكات داخل مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، مستمرة، والتي كانت قد اشتدت طوال نهار اليوم الأحد على محاور عدة، ولا سيما أحياء البركسات، الطوارئ، جبل الحليب، حيث يشهد المخيم حالياً إطلاق نار وقذائف صاروخية بشكل مستمر، آخرها سقوط قذيفة على أحد المنازل في "حي حطين"، كما في الفيديو التالي.
وقالت مصادر طبية خاصة لـ"قدس برس"، اليوم الأحد، إن "أعداد الضحايا وصل حتى الساعة إلى 7 قتلى إلى جانب ما يزيد عن 70 جريحاً توزعوا على عدد من مشافي مدينة صيدا".
كما أفاد مراسلنا بنقل 5 من عناصر الجيش اللبناني إلى المشافي بعد سقوط قذيفة على موقعهم بجانب المخيم، كما في الفيديو التالي.
وقال مسؤول ملف وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"(أونروا) في "حركة الجهاد الإسلامي"(فصيل مقاوم) في الساحة اللبنانية، جهاد محمد، إن "المعارك التي يشهدها المخيم فاقمت من أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون أساساً من أزمات متلاحقة جراء العديد من العوامل الداخلية التي يشهدها لبنان".
وأضاف محمد لـ"قدس برس" أن "الاشتباكات العنيفة دفعت بمئات العائلات الفلسطينية إلى النزوح إلى العديد من المناطق اللبنانية المحاذية للمخيم، ودفعتهم لافتراش الأرض لحماية أفرادهم من الخطر الذي تشكله القذائف الصاروخية والرصاص الذي تشهده أحياء عدة في المخيم".
وأشار محمد إلى أن "المشاهد التي نراها في شوارع وأزقّة مدينة صيدا أعادت إلى الأذهان الصور التي كنت في مخيّلة اللاجئين الفلسطينيين إبان النكبة الفلسطينية عام 1948، وكأن قدر شعبنا الفلسطينية أن يبقى يعيش لوعة اللجوء والتشريد والعودة إلى الخيام".
وشدد على أن "الخاسر الوحيد في المعركة التي يشهدها المخيم هم اللاجئون الفلسطينيون وحدهم، وفقدان منازلهم وممتلكاتهم ومصدر رزقهم وفقدان أدنى مقومات العيش الإنساني الكريم".
وحذر من "تفاقم الأوضاع الانسانية لأهالي المخيم، فلم يعد مقبولاً أن يبقى شعبنا الفلسطيني مشرداً ويعيش دائماً هواجس أمنية تفقده أدنى مقومات العيش الإنساني الكريم، وهو الشعور بالأمان".
ودعا وكالة "أونروا" إلى "القيام بواجبها في إغاثة شعبنا الفلسطيني النازح من المخيم، وتقديم كل ما يلزم لهم، إلى جانب فتح مراكزها بدلاً من ترك العائلات النازحة مرميّة في الطرقات والأماكن غير آمنة".
وطالب القوى والفصائل الفلسطينية جمعاء بـ "العمل على وقف الاقتتال ووقف النزيف الحاصل داخل المخيم، مؤكداً أن ما يجري أصبح مشبوهاً ويهدد قضية اللاجئين الفلسطينيين ويخدم أجندة العدو الصهيوني من خلال تصفية وإنهاء قضية اللاجئين وحق العودة".
من جهته، أكد مسؤول اللجان الأهلية في المخيمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان، محمد الشولي(أبو هشام)، أن "ما يجري في المخيم هو مؤامرة كبيرة وخطيرة تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكسر حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى بلادهم".
وأضاف الشولي لـ"قدس برس" أن "المعركة الحاصلة زادت من معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان مع تواصل الانهيار الاقتصادي والمالي".
ودعا إلى "ضرورة وقف إطلاق النار في المخيم والعمل بأقرب وقت من أجل بلسمة جراح أهاليه وتقديم يد العون".
من جانبها، أكدت "عُصبة الأنصَار الإسلاميَّة" (إحدى التنظيمات الإسلامية المسلحة في مخيم عين الحلوة)، أن "موقفنا منذ بداية الأحداث المؤسفة هو عدم مشاركتنا في تدمير مخيمنا".
وقالت العصبة في بيان لها تلقته "قدس برس" مساء اليوم الأحد، إن "موقفنا منذ بداية هذه الأحداث المؤسفة وغير البريئة هو عدم مشاركتنا في تدمير مخيمنا وتهجير أهلنا، وكنَّا حريصين كل الحرص وما زلنا على إنهاء ذيول هذه الأحداث منذ بدايتها مع أننا تعرَّضنا منذ بداية الأحداث لإطلاق النار والقذائف على مراكزنا وبيوتنا ومساجدنا، وما زلنا حتّى كتابة هذه الكلمات على موقفنا الرافض لهذه الإشتباكات العبثية التي لم تؤدِّ إلٍّا إلى مزيدٍ من المآسي على أهلِنا وجوارنا".
وأضافت"وما حصل بالأمس في منطقة الرأس الأحمر يهمُّنا أن نوضح أنَّ هناك شخصا من الأمن الوطني التابع لحركة فتح يُدعى "النمس" جاء بمجموعة كبيرة إلى موقع الرأس الأحمر وشنّ هجوماً باتجاه الصفصاف، فتصدى له أهل الحيّ من المسلحين مما اضطر عصبة الأنصار إلى إرسال مجموعة من شبابها لحقن الدماء ووقف التدمير الممنهج للأحياء في المخيم".
وختمت العصبة بيانها بالقول: "تواصل إخواننا مع أبناء الأمن الوطني في موقع الرأس الأحمر، من أجل إخراجهم سالمين وهذا ما حصل، ونحن على النهج كنا وسنبقى أوفياء لأهلنا ولأمنهم وأمانهم وأرزاقهم".
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين مسلحين فلسطينيين في المخيم، قبل شهر، أسفرت عن مقتل 14 شخصا، وجرح أكثر من 60 آخرين، واضطر آلاف اللاجئين الفلسطينيين في المخيم إلى الفرار من منازلهم.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة "أونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.