غزة… هل تكون "المصالحة المجتمعية" مقدمة للمصالحة السياسية؟

غزة (فلسطين) - عبد الغني الشامي - قدس برس
|
سبتمبر 25, 2023 3:12 م
يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة لجولة جديدة من "المصالحة المجتمعية"، التي تشمل 100 حالة قضت خلال أحداث الانقسام، الذي وقع ما بين عامي 2005-2007، وذلك ضمن جهود اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية التي شكلتها الفصائل الفلسطينية.
ويعتبر ملف الدماء وتعويض ضحايا الانقسام على رأس أولويات لجنة المصالحة المنبثقة عن اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية يليه ملف الجرحى، ثم الأضرار المادية التي وقعت إبان فترة الاقتتال، في محاولة من الفصائل لأن تكون المصالحة المجتمعية وتسوية الدماء مقدمة للمصالحة الوطنية الشاملة.
وأوضح رئيس "اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية" أسامة الفرا القيادي في "التيار الإصلاحي الديمقراطي" في حركة "فتح" أن المصالحة المجتمعية تحظى بموافقة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق القاهرة عام 2011م.
وقال الفرا لـ "قدس برس" إن "جبر الضرر المادي ليس هدفا أساسيا من المصالحة المجتمعية، ونأمل أن تساهم هذه المصالحة بتأهيل الكثير على الصعد كلها تمهيدًا للشراكة الوطنية".
وأضاف "لا يوجد وقت غير مناسب للمصالحة المجتمعية؛ إن بدأت هذه المصالحة الآن فهي بحد ذاتها إنجاز وطني، ومتيقنون من أن المصالحة المجتمعية ستوفر بيئة ومناخا صحياً لمصالحة وطنية وشاملة".
وأشار الفرا إلى أن "الشعب الفلسطيني ليس الشعب الأول الذي يقتتل على مدار التاريخ، مستعرضا مسيرة الشعوب التي اقتتلت وعادت إلى المصالحة وفق بيئتها، لا سيما دولة روندا في أفريقيا".
وأكد أنهم يعملون وفق البيئة الفلسطينية مستحضرين نماذج الشعوب التي سبقتهم وتجاوزت الخلافات العرقية والحزبية من أجل الوصول إلى تسوية كل هذه الخلافات.
وحمّل القيادي الفرا حركتي "حماس" و"فتح" المسؤولية الأخلاقية للانقسام"وبات لزاما عليهم إنهاؤه".
وقال القيادي في حركة "حماس" زكريا أبو معمر عضو لجنة المصالحة المجتمعية، إنه "ثبت أن شعبنا وفصائله وقواه مهتمون إلى حد بعيد في إنهاء الانقسام والوصول إلى مصالحة وطنية بوابتها المصالحة المجتمعية".
وأضاف أبو معمر لـ "قدس برس": "هناك التفاف شعبي وإسناد مجتمعي كبير لإنجاح ملف المصالحة المجتمعية لطي صفحة الانقسام".
وأشار إلى أن لجنة المصالحة المجتمعية قطعت شوطا مهما، وهي تعمل وفق اتفاق مصالحة عام 2011، مؤكدا أنه لم يحدث أن وقع أي تجاوز بعد المصالحة في أي قضية تمت تسويتها.
وقال "نحن نتحدث عن مصالحة حقيقية بين العائلات، نقيس عملنا بالنتائج وهي مبشرة وقوية، وذلك يتطلب منا مزيد من الإنجاز والتركيز".
وأضاف "أننا أمام فرصة ليرتاح شعبنا من آثار الانقسام، ونؤكد أنه بدون مصالحة مجتمعية لن تحدث مصالحة وطنية".
وكشف أبو معمر وجود 200 طلب لديهم من أجل إنجازها، مشيرا إلى أن هذا يدلل مدى اهتمام الناس في هذا الملف.
وأكد خالد البطش رئيس لجنة المصالحة المجتمعية القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" إن اللجنة أنجزت في المرحلة الأولى 173 ملفًا، واليوم هي بصدد إكمال بقية الأسماء.
وقال البطش لـ "قدس برس": "نستعد لنطلق بالمرحلة الثانية من ملف المصالحة المجتمعية وهي معالجة 100 ملف جديد من ضحايا الانقسام".
واستعرض عمل اللجنة والمناطق الفرعية لها لتذليل العقبات كلها أمامها من أجل المشاركة في جبر الضرر.
وقال البطش إن "اللجنة بدأت العمل منذ شهر بالضبط، وهي على موعد قريب أن تنهي جميع الأسماء المستعدة، وسيكون هناك احتفالات بكل محافظة للعائلات التي قبلت إنهاء الملف".
وأضاف: "لا يمكن أن نذهب خطوة إلى الأمام في استعادة الوحدة دون إنهاء ملف المصالحة المجتمعية".
وتطرق البطش إلى المعايير التي تتبعها اللجنة في اختيار الملفات التي تعمل عليها، ومن أهمها استعداد ذوي الضحايا القبول بتسوية الملف والتعهد بذلك، الملفات المرتبطة بقضايا أخرى مثل معتقلين على خلفية القتل، أو غادروا غزة.
وسوم : مصالحة مجتمعية
تصنيفات : أخبار فلسطين الخبر وأكثر