"يلّا على نابلس".. حملة لإنقاذ اقتصاد المدينة بعد أسابيع من الحصار

نظمت العديد من مؤسسات مدينة نابلس (شمال الضفة) وفعالياتها؛ حملة تسويقية تحت عنوان "يلّا على نابلس"، في محاولة منها لإنعاش الوضع الاقتصادي للمدينة، والذي شهد ركودا ملحوظا إثر قيام الاحتلال بفرض إغلاق محكم عليها لعدة اسابيع.
وقال الناطق باسم غرفة تجارة نابلس، ياسين دويكات، إن الحملة هي نتاج عصف ذهني للعديد من المؤسسات والفعاليات والخبراء في المدينة؛ للنهوض بالواقع الاقتصادي الذي أصابه الشلل نتيجة ممارسات الاحتلال.
وأضاف لـ"قدس برس" أن الاحتلال عبر الحصار الذي فرضه على نابلس لأكثر من 20 يوما؛ دمر العديد من القطاعات الاقتصادية، وساهم في تأزيم الوضع الاقتصادي المأزوم أصلا، نتيجة الظروف المالية التي يعاني منها المواطن الفلسطيني.
وتهدف الحملة - بحسب دويكات - إلى استقطاب المتسوقين في البداية من الأراضي المحتلة، والذين يعتبرون عصبا أساسيا في الاقتصاد النابلسي، ومن ثم حث المتسوقين من المدن والقرى في الضفة للقدوم الى المدينة.
وتابع: "الحملة تشمل عروضاً تجارية، وتسهيلات، تُشعِر كل من يدخل المدينة بالفرق عن المرات الماضية".
وطالب دويكات "الكل النابلسي؛ بالعمل من أجل استمرارية هذه الحملة، من خلال التزام التجار بحملات التخفيض التي اتفق عليها، وافساح المجال أمام المتسوقين للتحرك دون أي مضايقات".
من جانبه؛ أعرب عضو غرفة تجارة وصناعة نابلس، مجدي البزرة، عن اعتزازه بتدشين أولى خطوات الحملة، وقدوم مئات الزوار والمتسوقين إلى المدينة.
وقال لـ"قدس برس" إن الحملة "ستستمر عدة اسابيع، وستتسع لتشمل عدة قطاعات؛ وصولا إلى الانتعاش الاقتصادي بعد أسابيع حملت كثيرا من الألم، نتيجة جرائم الاحتلال وحصاره المطبق على المدينة وأهلها".
وأشار البزرة إلى أن الغرفة التجارية، بالتعاون مع المؤسسات الفاعلة بالمدينة، ستقوم بتوفير المركبات والمواقف الخاصة بالمتسوقين والقادمين من الأراضي المحتلة.
واستدرك بالقول إن "هذه الحملات غير كافية من أجل الوصول إلى واقع اقتصادي مثالي، كون الاحتلال هو من يتحكم بمفاصل الحياة، ويمارس الإجرام بكافة أشكاله بشكل يومي بحق المدينة وسكانها ومرافقها".
وعبّر التاجر فؤاد المصري، الذي يمتلك محلات لبيع الملابس على أطراف البلدة القديمة، عن سعادته بهذه الحملة، مؤكداً أنها "أقل ما يمكن تقديمه للتجار، الذين قدموا تضحيات إلى جانب تضحيات المقاومين في المدينة".
وكرر ما أكده التجار خلال فترة الحصار، من أن "نابلس ومالها فداء للمقاومين وللوطن"، وأن "محاولات شراء ذمم التجار من خلال الإغراءات الاقتصادية على حساب تحطيم الحاضنة الشعبية للمقاومة؛ لم ولن يفلح".
وأغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس 23 يومًا، ضمن حصار مشدد فرضه على المدينة، رداً على العمليات الفدائية ومجموعات "عرين الأسود" المقاوِمة، وإثر مقتل أحد الجنود برصاص مقاومين فلسطينيين في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكان رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس (غير حكومية) عمر هاشم، قد أكد في بيان صحفي سابق، أن الأعمال التجارية بنابلس تأثرت بين 40 و70 بالمئة، نتيجة الحصار الذي ضرب المدينة، فيما تأثرت إنتاجية المصانع بنسبة 50 بالمئة، فضلا عن الأثر على عمليات التسويق والمبيعات.
كما تأثر قطاع السياحة بأكثر من 90 بالمئة، والقطاع الصناعي بنحو 60 بالمئة، وكذلك الحال بالنسبة للقطاع التجاري (الجملة والتجزئة)، حيث تأثر بنسبة 70-75 بالمئة.
ورصدت وزارة الاقتصاد الوطني، التابعة للسلطة الفلسطينية، تراجعا كبيرا في الحركة التجارية بنابلس، بأكثر من 60 بالمئة في الأيام العشرة الأولى من الحصار فقط، إضافة لانخفاض الطاقة الإنتاجية للمنشآت الصناعية إلى النصف.