العاروري: المعركة في ذروتها والأسرى في سجون الاحتلال على موعد قريب مع الحرية
قال نائب رئيس حركة حماس في الخارج صالح العاروري إن "معركة (طوفان الأقصى) في ذروتها وأستطيع ان أقول إن الأسرى في سجون الاحتلال على موعد قريب من الحرية".
وقال العاروري خلال مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، اليوم السبت: هذه معركة "لأجل الحرية، ولأجل الدفاع عن المقدسات، ونتيجة للاقتحامات الإجرامية بحق المسجد الأقصى وتدنيسه واستمرار الاستيطان وحصار غزة، واحتجاز الأسرى في سجون الاحتلال، وحيث تجتمع الحكومة الصهيونية كل يوم من أجل التضييق على الاسرى".
وأضاف بأن "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحماس) لن "تقبل السكوت عن استمرار تدنيس المقدسات، ولن نقبل استمرار الأسرى في السجون، ولن نقبل استمرار الاستيطان والحصار على غزة، فكل يوم تجتمع الحكومة الصهيونية من أجل التضييق على الاسرى" .
وشدد العاروري على أن ما يجري اليوم "ليست عملية، بل معركة مفتوحة لها هدف واحد، حرية شعبنا وتحرير مقدساته، ونحن لا نقاتل من أجل مطالب هنا أو هناك، بل من حق شعبنا أن يعيش بحرية ويتحرر من الاحتلال، ونحن مستعدون لعمل كل ما يلزم من أجل كرامة شعبنا وحريته".
وفيما يتعلق بأسرى الاحتلال لدى المقاومة؛ أكد العاروري أن لدى (حماس) "عددا كبيرا من الأسرى من بينهم ضباط كبار، وارتقى العديد من الشهداء، ودخلنا هذه المعركة، ومستعدون لدفع ما يستلزم للانتصار".
وأشار العاروري بأن معركة "طوفان الأقصى" جاءت كرد على الاقتحامات الكبيرة للمقدسات والمسجد الأقصى، ونظرا "لوجود معلومات لدينا بأن لدى الاحتلال خططا لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى بعد الاعياد اليهودية، بالإضافة إلى أن الاحتلال كان يجهز لما بعد الاعياد لشن عدوان كبير على مقاومتنا وشعبنا، ولذلك المقاومة كان لديها خططها واستعداداتها، والمقاومة لم تكن نائمة، بل تجهز للدفاع عن شعبنا ومقدساتنا".
وحول تطورات المعركة قال العاروري بأن "المقاومة لديها خطة كاملة لكل مراحل تطور هذا الصراع، ولو طلب العدو وقف إطلاق النار فلدينا ما نقوله، وإذا أراد التصعيد لدينا أيضا ما نفعله، ونحن مستعدون لكل الخيارات بما في ذلك الحرب الشاملة، والتصعيد على أعلى المستويات، فالمقاومة تبني موقفها وخططها على أسوأ الاحتمالات بما ذلك الاجتياح البري، ونقول إن السيناريو البري سيكون بالنسبة لنا أفضل سيناريو لحسم المعركة، وما حدث في مستوطنات الغلاف، سيكون لا شيء إذا ما دخل الاحتلال بجيشه إلى داخل قطاع غزة".
وأشار العاروري بأن "حماس" تثق بأن المقاومة سوف "تشمل الأرضي الفلسطينية، وسيكون هناك تضامن ووقفة حقيقية لأمتنا كلها مع شعبنا وهو يخوض معركة الدفاع عن الأقصى، مؤكدا أن هذا هو وقت المشاركة في هذه المعركة وليس انتظار نتائجها وبالذات في الضفة الغربية، والمقاومة هناك تخوض معركتها منذ العام الماضي، وأناشد مقاومينا لخوض هذه المعركة".
ونوه العاروري بوجود اتصالات كثيفة مع قيادة الحركة من أطراف دولية وإقليمية، ونحن نقول للوسطاء تكلموا مع الاحتلال الذي يمارس عدوانه على شعبنا، وسألناهم هل طلبتم من العدو أن يتوقف عن اعتداءاته، وقبل أيام اقتحم الجنود المسجد الأقصى بأحذيتهم حتى المحراب، هل كنتم تتوقعون أن نسكت عن هذا، مشيرا إلى "أن لا صوت فوق صوت المعركة، منوها إلى أن لدى (حماس) ما يكفي من الصبر والشجاعة والأدوات لنستمر في معركة مفتوحة حتى ننتصر وننجز أهدافنا، ونحن جاهزون لكل السيناريوهات".
وفيما يتعلق بخطة عملية "طوفان الأقصى" أكد أن "الخطة نفذت كما رسمت، والسيطرة على هذه المستوطنات والمعسكرات بمن فيها، كان جزءا من هذه الخطة، ونحن لا نستهدف مدنيين بالقتل أو الإيذاء وقد رأيتم فيديوهات كيف تعاملنا بإنسانية مع المدنيين".
وحول الدور الأمريكي في دعم الاحتلال شدد العاروري على أنه: "لا شك أن الموقف المنافق للولايات المتحدة الأمريكية أصبح معروفا للعالم كله، ونرى أن أمريكا تقدم عشرات المليارات من الدولارات وكل الأسلحة لأوكرانيا على أساس دعم حرية الشعب الأوكراني، لكن في فلسطين فهم يقفون مع المعتدي، وحينما نطالب بحريتنا، أمريكا تقف مع الاحتلال، ولذلك نحن لا نعول على الموقف الأمريكي".
وحول المعركة في الضفة الغربية أشار إلى أن المقاومة تستهدف المستوطنين، والوضع الطبيعي أن شعبنا يدافع عن نفسه، ويمنع المستوطنين من الاعتداء على أراضينا ومقدساتنا، مؤكد أن المعركة الحالية هي جزء من بناء معادلة الردع، والاحتلال حينما يقتحم الأقصى ولا يستمع إلى تحذيراتنا، ونحن نقول إن السماء سوف تقع على رؤوس المحتلين، والاحتلال يحاول ترميم معادلة الردع لكنه لن يستطيع ذلك".
وختم العاروري حديثه بالتركيز على أنه على العدو أن "لا يأمن من مواجهته في كل مكان"، وأنه على ثقة من تصعيد المقاومة في الضفة الغربية ضد المستوطنين والجيش، وعليه الخشية من الجبهة اللبنانية، لأنه معتد على لبنان ومحتل جزءا من أراضيه، وممكن أن تكون هذه الجبهة فاعلة ضده، وهذه المعركة يمكن أن تتطور وتتوسع، وتمتد لأطراف إقليمية، والمواجهة في فلسطين قابلة لأن تتمدد لآثار بعيدة.