ماهو مستقبل حكومة نتنياهو اليمينة بعد "طوفان الأقصى"؟

جاءت معركة "طوفان الأقصى" والتي نفذتها "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" أمس السبت، في أكثر الأوقات إحراجا وإزعاجا للحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، والذي لا يزال يحاول تثبيت أقدامه في سدة الحكم، والهروب من المحاكم جراء القضايا المرفوعة ضده.
ويتفق الخبراء على أن الحكومة الإسرائيلية لن تستقيل حاليا، ولكنها ستعاني كثيرا على المدى البعيد على خلفية معركة "طوفان الأقصى" بسبب الإخفاق السياسي والاستخباراتي والأمني.
ويتهم رئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو، بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة.
ولا يستبعد الخبراء أن تكون إحدى نتائج هذه المعركة هي خروج بنيامين نتنياهو من الحياة السياسية، عقب انتهاء هذه المرحلة، وربما أعضاء في حكومته اليمينية المتشددة أيضا.
ولا يتوقع رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، أن يقدم نتنياهو استقالته، أو أن تحجب الثقة عن حكومته، أو حتى إجراء تغيرات داخلية وإقالة بعض الوزراء.
وقال الشوبكي لـ"قدس برس"، إن الذي سيجري هو "التفاف المعارضة الإسرائيلية حول هذه الحكومة في الفترة الحالية، وعدم التقدم بأي خطوات تقوم بعزلها أو إضعافها، بمعزل عن حالة الرضى أو السخط عما جرى".
ويرى أن هناك "تغييرات ستجري في حالة الانزياح باتجاه اليمين، والذي نتج عنه اختيار هذه الحكومة المتطرفة، وفي المدى المنظور الجميع داخل دولة الاحتلال معني فقط بتقوية الجبهة الداخلية، لأن أي حالة تغيير ستجري ستظهرهم بمظهر الضعيف، وحاليا هم معنيون بتعزيز موقفها لا العكس" بحسب ما يرى.
ويتوقع الشوبكي بأنه "على المدى البعيد كل هذا التيار اليميني سوف يتأثر بما جرى، ومن بينهم بنيامين نتنياهو، وربما نشهد خروج أعضاء في حكومته من المشهد السياسي بشكل نهائي".
بدوره، أكد الخبير في الشأن العبري، نجيب مفارجة، إن نتنياهو لن يقدم استقالته حاليا، "لأنه بهذا سيكون اعترف على نحو صريح وواضح بالفشل وبتحمله للمسؤولية الكاملة عما جرى".
وأضاف مفارجة لـ"قدس برس"، إن "نتنياهو يكفيه ما يلاحقه من قضايا الفساد التي يحاكم عليها، ووجوده في الحكومة يضمن الحصانة المؤقتة له، وتحمله المسؤولية يعني نهاية حياته السياسية وفتح أبواب السجن والاعتقال ضده".
ويتوقع أن من بين الخيارات التي يمكن أن يتجه إليها نتنياهو في حال استمرت المعركة الحالية، هو تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وسيبدأ اتصالات من أجل تحقيق هذه الحكومة "وعلى ما يبدو هناك بعض الموافقة لدى المعارضة على هذا الأمر".
ويعتبر مفارجة أن هناك حالات رفض كبيرة وحتى من أمريكا لوجود "الصهيونية الدينية" والتيارات المتطرفة في أي حكومة قادمة، "ولكن ممكن أن يتم استيعابهم داخلها مع تقليل نسبتهم إلى حد بعيد، وإجراء تغيير في البرنامج الحكومي".
وأوضح أن أول ما سيجري في حال تشكل حكومة إنقاذ وطني، هو "وقف التغوّل على المسجد الأقصى، والاعتداء والمصادرة على الأرض الفلسطينية، وهذا سيكبح جماح أي تصعيد قادم، وما جرى سيردع الاحتلال إلى حد بعيد" بحسب تقديره.
ويرى مفارجة أن القادم مع تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني الإسرائيلية هو "إجراء صفقة تبادل تبيّض السجون وتحرر الأسرى بشكل تام، وتسوية أوضاع قطاع غزة، مثل مساحات الصيد والحصار المفروضة، والبناء والأسمنت والرخاء الاقتصادي، ولن يذهب الاحتلال لتصعيد كبير خشية من دخول ساحات أخرى للمعركة".
وأعلن القائد العام "لكتائب الشهيد عز الدين القسام" محمد ضيف، يوم أمس السبت، بدء عملية "طوفان الأقصى"، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.
واقتحمت قوات النخبة في "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، عددا من المستوطنات المحيطة في قطاع غزة، وكبدت الاحتلال خسائر بشرية بالمئات بين قتيل وجريح، إضافة إلى أسر العشرات من جنود الاحتلال ومستوطنيه.