هل بدأ الأردن "حرباً دبلوماسية" مع الاحتلال الإسرائيلي"؟

أكد مدير مركز القدس للدراسات (مستقل ومقره عمان) عريب الرنتاوي، أن "الأردن فعليا في حالة حرب دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي، ولن تتوقف إجراءات عمان الرافضة للمجازر في قطاع غزة عند حدود طرد السفير الإسرائيلي، واستدعاء السفير من تل أبيب".
وقال الرنتاوي، في حديث لـ"قدس برس": أن "الأردن الرسمي لوح مؤخراً بأن التهجير بمثابة إعلان حرب، ثم إن الملك عبد الثاني لوح بشكل واضح في قمة القاهرة للسلام، من خلال مرافعتين، واحدة، ضد الاجراءات الإسرائيلية في غزة، ذات لغة قوية وحادة، لأول مرة تستخدم، ومرافعة ضد الغرب ومعاييره المزدوجة، وأن القانون الدولي لا يتم تفعليه عند أعراق معينة".
وأضاف: "ثم تابعنا الحملة التي تقودها عمان في المحافل الدولية لا سيما الأوروبية لوقف العدوان على قطاع غزة".
وأمس، شدد رئيس الحكومة الأردنية، بشر الخصاونة، على أن أي "محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزَّة أو الضفَّة الغربيَّة خطٌّ أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة إعلان حرب".
وأوضح، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الأردنية /بترا/ أن "كلُّ الخيارات مطروحة على الطَّاولة بالنِّسبة للأردن في إطار الموقف المتدرِّج في التَّعاطي مع العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته".
مواقف متدرجة
ونوه الرنتاوي إلى أن "التصعيد في المواقف الأردنية متدرج ومتدحرج، والأمور قد تتطور بالنظر الى الحالة الميدانية في قطاع غزة".
من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أن "الأردن بالفعل دخل في حرب دبلوماسية مع الاحتلال، وذلك منذ اليوم الأول للمعركة في قطاع غزة".
وقال الحوارات في حديث لـ"قدس برس": "مطبخ القرار في الأردن يعرف جيداً ما هي أهداف الاحتلال في المستقبل القريب.. وهي لا تتعلق فقط في القضاء على حركة حماس، بل في تصفية القضية الفلسطينية بصورةٍ نهائية".
وأضاف أن "الأردن يدرك أن إسرائيل لديها أجندة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ومصر، وعدم الرضوخ لفكرة حل الدولتين، وعدم التعاطي مع أفكار كهذه".
وشدد على أن "الأردن لديه القناعة الكاملة بأن الاحتلال يريد حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن والفلسطينيين، بالإضافة لغضب الأردن نتيجة ارتكاب الاحتلال لجرائمه في قطاع غزة، وهي أفعال ترقى إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية، والعدو يرفض كافة الأفكار والوساطات الأردنية لوقف العدوان".
ومنذ 32 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا مدمرا على غزة، استشهد فيه أكثر من 10 آلاف و22 فلسطينيا، منهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصيب أكثر من 25 ألفا آخرين، إضافة إلى استشهاد 163 فلسطينيا واعتقال 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.