محللون: الاحتلال يبحث عن صورة نصر مزيفة من أمام مستشفى الشفاء بغزة

رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
نوفمبر 11, 2023 1:36 م
أكد محللان مختصان بالشؤون العبرية أن الاحتلال الإسرائيلي "يدرك في قرارة نفسه فداحة خسائره البشرية وفي المعدات، والأهم من ذلك خسارته على صعيد الحرب النفسية أمام المقاومة وآلتها الإعلامية، التي باتت تحظى بثقة مطلقا حتى من الجمهور الإسرائيلي".
وفي محاولة يائسة لتجاوز هذه الخسائر الهائلة في صفوف الاحتلال، فهو يسعى للحصول على "صورة نصر مزيفة" -وفقا لمحللين- من خلال خلق تصور في الأذهان أن مجرد وصول آلياته لمستشفى الشفاء في أطراف مدينة غزة، هو انتصار كبير له وإنهاء لحكم حماس الفعلي لقطاع غزة، محذرين من الوقوع في شركه.
ويقول المختص في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس لـ"قدس برس" إن الاحتلال يريد "صناعة هدف وهو التركيز على مستشفى الشفاء وإعطائه كل هذا الزخم ليصور أن سقوط مستشفى به عشرات آلاف المرضى والنازحين، هو سقوط غزة بأسرها، وهدف الاحتلال من ذلك هو تقديم صورة انتصار، حيث عجز حتى الآن عن تقديم صورة انتصار واضحة".
وأشار إلى أن المقاومة وحركة حماس وإدارة مستشفى الشفاء، كلهم "طالبوا العالم وبكل ثقة أن يأتي لفحص المستشفى، وهذا يعني خلوه من أي أنفاق، ويفند ادعاءات الاحتلال وذرائعه لقصفه".
ولفت أبو العدس إلى أن الاحتلال بكل ما يملك من "معلومات استخباراتية وتقنية متقدمة يسوقها للعالم على أنها فخر الصناعة الإسرائيلية لم يكن يعلم أي شيء عن خطة استغرقت على الأقل ثلاث سنوات في التخطيط والتنفيذ، فكيف سيعلم بما يدعي أنه مقر القيادة والسيطرة للمقاومة أسفل المستشفى".
واستدرك قائلا "الاحتلال في إعلامه يصور أن السيطرة على مستشفى الشفاء هي ضربة قاصمة، في حين لو نظرنا إلى الصورة من زاوية أخرى نرى أن هدف هذا الجيش العظيم هو "مستشفى" ليقول الصحفي الإسرائيلي المتطرف (تسفيكا يحزكيلي) يبدو أننا سنرى رفع العلم الإسرائيلي فوق مستشفى الشفاء قريبا. وأكد أن الاحتلال حتى الآن عاجز عن صورة انتصار واحدة، لذلك يلجأ إلى صناعة صورة انتصار من خلال إيهامنا وإيهام جمهوره أن غزة هي مستشفى الشفاء".
وختم بتأكيده أن "غزة هي كل مقاتل، كل رجل بحجم الجبل. غزة هي بحر من الحديد والنار والفولاذ، غزة هي جحيم وتيه لا ينتهي من الأنفاق والكمائن".
خطورة المعركة الإعلامية
من جهته، يتفق المختص عاصم سلامة مع أبي العدس بضرورة "الانتباه لخطورة المعركة الإعلامية ورفع المعنويات ومواجهة الرواية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هناك حقائق لا تنكرها المقاومة، وهي أن الاحتلال شارف على الوصول إلى مواقع متقدمة داخل القطاع، لكنه بالمقابل مستعدة تماما لمعركة حاسمة ستفضي لا محالة لتقهقره".
وأضاف "المقاومة الفلسطينية هي تشكيلاتٌ عصابيةٌ استراتيجيّاتُها تتْبعُ لمنطق حرب العصابات أو الحرب الهجينة التي أصبح العرب والمسلمون ساداتها في تجاربنا في أفغانستان والعراق ولبنان وغزّة، الحربُ لا تكون أبدًا وفق منطق الحروب النظامية والدفاع عن نقاطٍ ثابتةٍ وحدود، بالعكس تمامًا أنت تجره إلى الكمين، ولا تلزَمُ موقعك الثابت لتدافع عنه، أنت تناور والحركة والانسحاب والهجوم على جوانبه وعلى المؤخّرة، فلا تقيسوا أبدًا على الحروب النظامية".
وتابع "العدو سينشر صوراً وفيديوهات عن اختراقِه لغزة واحتلاله لمبانٍ سكنيةٍ أو وجودِه في مناطق عامّة ورموزٍ معروفة، وهذا يأتي ضمن الحرب النفسية، في حروب العصابات أنت تسمحُ لعدوّك أن يتحرّك كما يُريد لكي يقع في كمينك لتضرُبه ضربتك، أنت من تُحدّد مكان المعركة ووقتها، يعني ممكن أن ترى صورًا من ساحة الكتيبة أو السرايا أو الرمال أو شارع عمر المختار، إياكم أن تُهَدّ عزيمتكم؛ فالأصلُ المعركة بنتائجها الكلّية، وهذا استعراضٌ لا أكثر".
وطالب سلامة بضرورة عدم نشر دعاية الاحتلال أبدًا، موجها خطابه للإعلام الفلسطيني وللناشطين وحتى للمواطنين بأنه "لا تساهموا في استدخال الهزيمة، هذه يجب التركيز عليها، فسُرعان ما سنبدأ بالحديث عن توغُّلٍ واسع في بيت لاهيا والنصيرات مثلاً، لا تقوموا أبدًا بنشر الفزع وكُن عونًا للمقاومة، ولا تقُم بنشر أيِّ خبرٍ يبثه الاحتلال".
منوها إلى أن "العدوّ سيبثِّ صورٍا عن أسرى، بالأغلب أنّهم سيكونون مدنيين، لكنّ الهدف هو الإيحاء بالسُّقوط السريع للمقاومة، فلا تصدّقوهم".
ورجح المختص أن "يقوم الاحتلال بعملياتٍ نوعيةٍ تكتيكيةٍ لاغتيال بعض الرموز، وكلّ هذا ضمن الحرب النفسية"، مشيرا إلى أن "من مات ومن سيموت لن يؤثّر أبدًا على منظومة وتماسُك المقاومة، لأن بُنية وتشكيلات المقاومة ليست مركزيةً، بل أفقية ومُنتشرة، لكنّ الهدف هو التأثير في حواضِنِ المقاومة وأهل المقاومين، وهؤلاء هم فقط من يستطيعون التأثير في رجال المقاومة".
وأضاف "خسائرنا البشرية والمادّية المباشرة ستكون أكثر بكثيرٍ من العدو، وهذا طبيعيٌّ فحروب العصابات تعتمد أصلاً على الإرادة والعنصر البشريّ ومدى الصبر والتحمُّل، ونحن أقدر منهم بكثيرٍ على تحمُّل الفواتير، فلا داعيَ للمقارنة أو أن تهتزّ لحجم الأرقام".