غزة.. الحاجة شفيقة الشامي.. ذهبت لتغسل الكلى فارتقت شهيدة بغارات الاحتلال

تقف على باب منزلها في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، صباح يوم الخميس، الثاني من تشرين الأول/ نوفمبر الجاري، بانتظار سيارة تقلها لمجمع الشفاء الطبي لأخذ جلسة غسيل الكلى، وهو ما اعتادت عليه منذ 13 عاما بمعدل 3 مرات في الأسبوع و4 ساعات في الجلسة الواحدة.
لم تكن تعلم الحاجة شفيقة الشامي (62) عاما، أنها لن تذهب هذه المرة، بسيارة اعتيادية، بل بسيارة إسعاف ستنقلها إلى قسم الاستقبال والطوارئ ومنها إلى ثلاجات الموتى.
مرضى الكلى الذين اعتادوا أن يكونوا قربها في المشفى استعجلوها ولم يعلموا، بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت، أنها ارتقت إلى باريها، بعد أن استهدفت منزلها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ، حصد معها 11 من أفراد عائلتها، بينهم شقيقاها.
ظل جهاز غسيل الكلى ينتظرها، حتى جاء أحد نزلاء القسم وقال لهم بصوت مخنوق، ودموعه تسبق كلامه، "جاءت شفيقة جاءت شفيقة، جاءت شفيقة لكنها شهيدة".
ويعاني مرضى الفشل الكلي في القطاع، من نفاد المواد الضرورية لعلاجهم، وحتى جلسات الغسيل الخاصة بمرضى الكلى بدأت تقل مدتها، إذ كانت تدوم من 4 إلى 6 ساعات، لكنها تدوم في الوقت الحالي من ساعتين إلى 3 ساعات.
كما يعاني المرضى عدم توفر المياه الصالحة للشرب، مما يضطرهم إلى شرب المياه المالحة، وهو ما يسبب لهم مضاعفات صحية، بحسب أطباء مختصين.
يذكر أن وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت في وقت سابق "الانهيار التام" للمنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر منذ 37 يوما بمساندة الولايات المتحدة ومرتزقة، حيث تقصف طائراته منازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوسهم، ما أدى لارتفاع حصيلة الشهداء إلى 11.180 شهيد، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة.