لوحات فنية على الصبار تجسّد معاناة الفلسطيني وطموحاته

أحمد محمد ياسين، طالب جامعي ورسام الفلسطيني موهوب يبلغ من العمر 21 عاما، اتخذ من الرسم على ألواح الصبار هواية له يحاول من خلالها إيصال رسالة شعب محتل وتجسيد معاناته.

بدأ أحمد ياسين مشواره الفني وهو بعمر الـ 13، ولم يمنعه صغر سنه من خوض تجربة رسم جديدة، جعلت منه صاحب إبداع وموهبة، معتمدًا على تمويل ذاتي.

التحق ياسين بكلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس (69 كيلومترًا شمال القدس المحتلة)، منحازًا لما يملك من رغبة وهواية، واستطاع أن يثبت انه كان على قدر اختياره بالرغم من المعارضة الأولية التي واجهها من عائلته، والتي كانت تُفضل دراسته لتخصص آخر في كلية الاقتصاد.

وقال الرسام الفلسطيني في حديث مع مراسل "قدس برس"، "استطعت صقل موهبتي، وتنمية قدراتي بعد التحاقي بكلية الفنون، وتغلبي على كل المصاعب التي واجهتني".

وأوضح أن مستلزمات الرسم تحتاج الكثير من المال، ما جعله يعتمد على عوائد الرسومات التي ينجزها، ليقوم بتمويل وشراء مستلزمات الأعمال الأخرى.

وتابع "بحثت عن كل جديد في مجال الرسم، وتولّدت لدي فكرة الرسم على ألواح الصبار (...) وأتقنتها"، مضيفًا "كل رسام تختلف طريقته بالتعبير عن الآخر، واخترت الرسم على الصبار لأعبر عما يختلج في داخلي".

ولفت إلى أن ما دفعه بشدة للرسم على ألواح الصبار، هو "الدلالة الرمزية للصبار بحد ذذاته، الذي يحمل معاني الصبر في مسماه، وكذلك التجذر في الأرض والتمسك بترابها، بالإضافة لمعنى المقاومة التي يحملها".

وأضاف "ألواح تتمتع بميزات، من بينها قدرتها على امتصاص الألوان وحفظها لفترة طويلة، وهذا ما يحافظ على بقاء الرسومات"، خاصة أن الأصل بهذه الرسومات أن تبقى في الطبيعة تحت العوامل المختلفة، كي تحافظ على الرسالة التي تحملها وتسعى لإيصالها.

وشدّد ياسين على أنه "يُركز في رسوماته على المواضيع الإنسانية، وتلك التي ترمز للقضية الفلسطينية، كمفتاح العودة والقدس، ويحاول من خلالها توصيل ما يعانيه الشعب الفلسطيني إلى العالم".

ولفت أحمد ياسين النظر إلى أن فكرته (الرسم على ألواح الصبار)، "وبالرغم من حداثتها، فقد لاقت إعجابًا كبيرًا من قبل فنانين محليين وعالمين".

وقال إنه يسعى لتطوير رسوماته على أوراق الصبار، "وتطوير أفكار أخرى للرسم على أشجار الزيتون"، مؤكدًا أن يهدف لـ "تحويل كل ما لا قيمة له إلى شيء يلفت النظر".

ودعا الرسام الفلسطيني الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية إلى لعب دور في دعم الهوايات والإبداعات الفلسطينية بمختلف المجالات، وتقديم يد العون لكل مبدع، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، لإكمال مسيرته وتحقيق إنجاز جديد.


ـــــــــــــــ

من محمد منى
تحرير خلدون مظلوم

مواضيع ذات صلة
من القهوة.. لوحات فنية بريشة التشكيليّ الفلسطيني "يزن غريب"
"القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات" .. قالها يوما الشاعر الفلسطيني محمود درويش، لتجسيد روعة مذاقها وأجوائها، تماماً كشعراء...
2016-11-02 17:20:47
لوحات فنية من مدينة رام الله تنتصر للغة العربية
“نادية” و“ربا”، مهندستان فلسطينيتان اتّخذتا من اللغة العربية مفتاحا لما تحترفانه من فن التصميم وحب لتنسيق الخطوط، من خلال إنتاج لو...
2016-12-16 08:44:42
نابلس.. فلسطيني يبدع لوحات فنية بـ "حرق الخشب"
برع "هشام الأغبر" بصناعة لوحات فنية إبداعية في مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، متميزا عن نظرائه باستخدام الأخشاب كمادة خام للوحا...
2017-01-17 19:22:01