صندوق النقد الدولي يرحب بخفض الجنيه المصري وتوقعات بموجة غلاء
رحب "صندوق النقد الدولي" بالخطوة التي اتخذها البنك المركزي المصري أمس الإثنين، بخفض قيمة الجنيه بنسبة تقترب من 15 في المائة، فيما أبدى خبراء وتجار مخاوفهم من موجة تضخم كبيرة يتحملها المواطن المصري، بالنظر إلى تأثر أسعار السلع بانخفاض قيمة العملة الوطنية.
وقال كريس جارفيس، رئيس بعثة "صندوق النقد الدولي" إلى مصر، إن القرار المصري "من شأنه تحسين توافر النقد الأجنبي ودعم الصادرات والسياحة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وخفض الاحتياجات التمويلية"، بحسب بيان صدر اليوم الثلاثاء.
و كان البنك المركزي المصري، قد خفض أمس سعر الصرف الرسمي للجنيه مقابل الدولار بنسبة 14.5 في المائة، ليتراجع سعره 1.12 جنيها عن المستوى الذي استقر عنده منذ تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، ورفعت المصارف سعر بيع الدولار إلى 8.95 جنيها عقب القرار.
وزار وفد من صندوق النقد الدولي، البنك المركزي المصري خلال الأسبوع الماضي للمساعدة في رسم سياسة سعر الصرف والإجراءات النقدية.
و نفى محافظ البنك المركزي طارق عامر، اعتزام بلاده التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض في الوقت الحالي.
وتواجه مصر حاليا، نقصا حادا في العملة الصعبة مع انخفاض إيرادات المصادر الرئيسية للدولار مثل السياحة والصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر.
و تباينت آراء المحللين الماليين وخبراء الاقتصاد حول تأثير قرار البنك المركزي، بخفض السعر الرسمي للجنيه 112 قرشا أمام الدولار دفعة واحدة، وسط تأكيدات بتأثير القرار على موجة غلاء للاسعار.
وانتقد المحلل الاقتصادي ممدوح الولي في حديث مع "قدس برس" قرار البنك المركزي، معتبرا أنه "أدى إلى مزيد من التراجع في سعر الجنيه"، ومنتقدا اعتبار البنك المركزي ذلك "إنجازا"، متسائلا"ما هو الفشل إذن؟".
وأوضح ولي، أن التراجع في قيمة الجنية منذ تولي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، بلغ 28 في المائة.
وتوقعت الخبيرة المالية ريهام الدسوقي، أن يؤدي خفض الجنيه "إلى أثر تضخمي ولكن محدود، لأن السوق يتعامل بالفعل بأسعار السوق السوداء للعملة في الفترة الأخيرة" بحسب قولها.
وتوقعت "حدوث تضخم نتيجة العامل النفسي، أو الانطباع الذي يثيره خفض الجنيه لدى السوق، لكن الحقيقة أنه حدث بالفعل خلال الشهرين الأخيرين".
لكن السلع الأساسية المستوردة، وخاصة الغذائية، والتي كان يوفر لها البنك المركزي الدولار بالسعر الرسمي، الذي كان يقل كثيرا عن سعره في السوق السوداء خلال الشهور الأخيرة، من المتوقع أن تزيد أسعارها مع ارتفاع السعر الرسمي للدولار.
-------------
من/ جمال عرفة