الخارجية الروسية تتهم الولايات المتحدة بالسعي لإفشال مؤتمر "سوتشي" حول سوريا
اتهمت الخارجية الروسية، الولايات المتحدة، بالسعي لإفشال جهود موسكو لاستضافة مؤتمر الحوار الوطني السوري نهاية الشهر الجاري.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريحات لها، اليوم الجمعة، نقلها تلفزيون "روسيا اليوم"، المقرب من السلكات في موسكو، أن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين تؤثر سلبا على موقف المعارضة السورية من مؤتمر الحوار السوري المقرر عقده في "سوتشي".
وقالت زاخاروفا: إن "القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، أعلن أمس الخميس، أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بخطوات بشأن سوريا عبر الأمم المتحدة باتجاه معاكس لمؤتمر الحوار الوطني".
وأضافت: "لقد قلنا أكثر من مرة أن عمليات جنيف وأستانا ومؤتمر سوتشي مرتبطة ببعضها البعض. وكلها تعتبر عناصر عملية التسوية".
وتابعت: "والآن أصبح من الواضح، لماذا تعلن بعض مجموعات المعارضة السورية عن عدم وجود مواقف واضحة لديها بشأن المؤتمر. ومن الواضح من يقف وراء المعارضة ومن يعرقل (التسوية)".
وأضافت زاخاروفا: "ربما يتوهم البعض بأن روسيا ستتخلى عن الموقف المبدئي بشأن دعم التسوية السياسية في سوريا على أساس قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، وعن الجهود للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري في نهاية كانون الثاني (يناير) الجاري".
وتابعت: "وإذا كانت لدى أحد، ونحن نعرف اسمه، وهو السيد ديفيد ساترفيلد، مثل هذه الأوهام، فإنكم لن تنجحوا، على الرغم من كافة الجهود التي تبذلونها"، على حد تعبيرها.
وكان القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، قد أكد في تصريحات له أمس الخميس، أنه لن يكون هناك أي انتصار عسكري في سوريا دون تحقيق الانتقال السياسي بالبلاد.
وأضاف: "هناك إجماع دولي يدعم ضرورة عدم الاعتراف بشرعية أي شيء قد يحدث في سوريا خارج الانتخابات، وإصلاح دستوري موثوق فيه، وهذا يعني عدم الاعتراف بأي انتصار سواء لموسكو أو النظام".
وشدد ساترفيلد على ضرورة إدراج كل ما تقوم به الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشأن سوريا، ضمن مباحثات الأزمة السورية في جنيف وفيينا.
وتتمسك فصائل رئيسية في المعارضة السورية بمسار جينيف للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب المندلعة في سوريا منذ العام 2011، وتخشى من أن يكون مؤتمر "سوتشي" محاولة لتوفير الغطاء لاستمرار نظام الرئيس السوري الحالي بشار الأسد.
تجدر الإشارة إلى أن التأسيس لمسار جنيف بدأ في حزيران (يونيو) 2012، باجتماع أولي شاركت فيه الدول المعنية بالأزمة، وصدر عنه بيان دعا إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإدخال المساعدات، وتأسيس هيئة حكم انتقالي تكون كاملة الصلاحيات.
كما نص قرار لمجلس الأمن الدولي، حمل رقم 2254، وصدر في كانون الأول (ديسمبر) 2015، على أن يتم تأسيس هيئة حكم انتقالي بعد محادثات بين النظام والمعارضة، خلال 6 أشهر، تقوم بكتابة دستور جديد في غضون 12 شهرا، ثم إجراء انتخابات.
ومن المقرر أن يستضيف منتجع "سوتشي" على شاطئ البحر الأسود جنوب روسيا مؤتمر الحوار الوطني السوري خلال يومي الـ29 والـ 30 من كانون الثاني (يناير) الجاري.