"زراعة غزة": ضيق المساحة يعيق زراعة القمح في القطاع المحاصر

قالت وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، اليوم الإثنين، إن "من الصعب جدا الاعتماد على زراعة القمح في القطاع؛ لتوفير احتياجات السكان من مادة الطحين؛ نظرا لضيق المساحة الزراعية في القطاع".

وقال الناطق باسم الوزارة، أدهم البسيوني لـ "قدس برس": "رغم إدراكنا أن القمح محصول استراتيجي وأهمية هذا الأمر في الاكتفاء الذاتي، إلا أن جل اعتمادنا على القمح المستورد".

وأضاف: "المساحات المتوفرة للزراعة في غزة هي 180 ألف دونم فقط جلها في المناطق الحدودية، يتم توفير 15 ألف دونم منها لزراعة محصول القمح".

وتابع البسيوني: "لو خصصنا كل المساحة المتوفرة للزراعة والبالغة 180 دونم لزراعة القمح؛ فانه لن تكفي قطاع غزة سوى شهرين فقط".

وأشار إلى أن "قطاع غزة لا يعاني من عجز تقني أو فني في زراعة محصول القمح؛ لكن لا توجد مساحات كافية، كون تأمين احتياجات القطاع، من القمح، يحتاج إلى زراعة عشرات الآلاف من الهكتارات".

وأوضح البسيوني: "زراعة القمح ليس مثل زراعة البندورة أو الخيار في الإنتاج والغزارة، حيث أن دونم زراعي من البندورة يكفي مخيم بأكمله، لكن دونم قمح ينتج من 50 إلى 150 كيلو غرام من الدقيق فقط، لا يكفي عائلة متوسطة العدد لمدة شهر".

وقال: "لو تم زارعة كل مساحة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فإنها لن تغطي عشر احتياجاتنا من القمح، إضافة إلى أن زراعته المروية غير مجدية اقتصاديا".

وكان رئيس المعهد الوطني للبيئة والتنمية في غزة، أحمد هشام حلس، قد حذر مما أسماه "كارثة غذائية معقدة" في غزة، جراء ما يحدث بين روسيا والعالم وارتفاع سعر الطحين والخبز ومعهم كل الحبوب.

وطالب حلس في حديثه لـ "قدس رس"، وزارة الزراعة في غزة بالتفكير بشكل جدي، في كيفية زراعة وتطوير إنتاج محصول الذرة والقمح محليا، وتخزين أكبر قدر ممكن منه؛ لتأمين المستقبل القريب.

وشدد على ضرورة وقف زراعة كل المحاصيل الثانوية غير الضرورية، مثل: التبغ والفواكه وأشجار الزينة، التي تستنزف خصوبة التربة وتهدر مياه الري، الشحيحة وزراعة القمح والشعير بدلا منها.

وأكد حلس، أهمية تطوير إنتاج الدونم من الذرة والقمح، وتحسين الإنتاجية من خلال رفع خصوبة التربة، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، واستصلاح الأراضي، باتجاه زيادة كمية الغلة من الحبوب.

وأضاف: "هناك سلالات من القمح والذرة تستزرع خارج قطاع غزة، جرى تطويرها ضمن بروتوكلات هندسة وراثية متطورة؛ بحيث أصبحت تتحمل ظروف مناخية قاسية، وتحتاج لكميات أقل من المياه والأسمدة، ومقاوِمة للأمراض والآفات الزراعية".

ودعا إلى ضرورة استخدام أكثر من ألف و300 طن من المخلفات العضوية، التي تخرج يوميا من غزة وإعادة تدويرها إلى سماد عضوي، يعاد إضافته إلى التربة، وبالتالي تحسين خصوبتها.

ويستهلك قطاع غزة الذي يزيد تعداد سكانه عن مليوني ونصف النسمة؛ 400 طن من الطحين يوميا، بحسب أسامة نوفل، مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني بغزة.

وأكد نوفل في حديثه لـ "قدس برس"، أنه "رغم إدراك أهمية القمح كسلعة إستراتيجية، إلا أن تكلفة إنتاجه تزيد أضعاف مضاعفة عن شرائه وتخزينه بشكل جيد؛ من خلال مخزون استراتيجي لا يقل عن ثلاث أشهر".

وشدد على أنهم لا يمكنهم زراعة كل الأراضي الزراعية في غزة وهي محدود بالقمح؛ لأن هناك مفاضلة لمحاصيل أخرى يحتاجها القطاع لسد احتياجاته لاسيما تلك التي يتم تصديرها مثل الخضار، وكذلك في القيمة الإنتاجية.

مواضيع ذات صلة
الاحتلال يغلق المنفذ التجاري الوحيد مع غزة .. و"حماس" تقول إن هدفه الضغط على القطاع المحاصر
قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بدءا من اليوم الثلاثاء، إغلاق معبر "كرم أبو سالم"، وهو المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة، إلى أجل ...
2020-08-11 05:52:30
سوريا.. وصول الدفعة الأولى من أهالي حي "الوعر" المحاصر إلى حلب
وصلت فجر اليوم الأحد، الدفعة الأولى من أهالي حي "الوعر" بحمص إلى مدينة الباب شمال حلب (شمال سوريا)، تنفيذاً للاتفاق الذي تم إبرامه...
2017-03-19 07:37:39
لبنان.. تحرير نحو 80% من المساحة المستهدفة بمعركة "فجر الجرود"
أعلن الجيش اللبناني أن نسبة المساحة المحررة من تنظيم الدولة في مناطق عملية "فجر الجرود" وصلت، الثلاثاء، إلى أكثر من 80%.  وق...
2017-08-22 17:54:25