"تل الزعتر".. 46 عاما على المجزرة الأكثر فتكاً بفلسطينيي لبنان

يصف مؤرخون فلسطينيون، مجزرة مخيم "تل الزعتر" في لبنان، التي وقعت  يوم 12 آب/أغسطس 1976، بأنها "من أكبر الفظائع في التاريخ الفلسطيني، وأكثرها فتكا بالمدنيين الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ".

وكان مخيم "تل الزعتر" (شمالي شرق بيروت)، وهو أحد المخیمات الـ12 في لبنان المسجلة لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قد تعرّض لمذبحة نفذتها قوات تابعة لأحزاب يمينية لبنانية، تمثلت بإطلاق أكثر من 55 ألف قذيفة على المخيم، الذي كان يحوي آنذال نحو 50 - 60 ألف نسمة، مصحوبة بحصار مشدد، حتى تم السيطرة على المخيم في 12 أغسطس/آب 1976.

وتعد المأساة الحقيقية لمخيم "تل الزعتر"، عندما فرضت قوات الكتائب اللبنانية، وحزب الوطنيين الأحرار، (القوات المسيحية)، حصاراً على المخيم في بداية شهر كانون الثاني/يناير عام 1976، بهدف التضييق على المقاتلين الفلسطينيين، الذين كانوا آنذاك، ملتحقين بالثورة الفلسطينية.

لكن الكابوس الأكبر بدأ بعد خمسة أشهر من العام نفسه، ففي 22 حزيران/يونيو، شنت القوات اللبنانية المسيحية هجوماً واسعاً على "تل الزعتر" وتجمعين مجاورين له، هما جسر الباشا والتبعة.

وعلى مدى 50 يوماً، أمطرت القوات المخيم بالقذائف والصواريخ، وصلت بحسب ما أشارت مصادر حقوقية، إلى أكثر من 55 ألف قذيفة، سالت بسببها دماء المئات من الفلسطينيين، كباراً وصغاراً، أطفالاً ونساء.

وتباينت التقديرات حول عدد ضحايا المجزرة؛ ففي حين أشارت معطيات إلى ارتقاء 1500 إلى 2000 شهيد؛ غالبيتهم من المدنيين الذين قتل معظمهم بالتصفيات الجسدية، تؤكد بيانات وأرقام حقوقية أخرى على أن العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء حصار المخيم حتى انتهاء المجزرة يتراوح ما بين 3000 إلى 4280 ضحية، قتل نصفهم داخل المخيم.

ومن الجدير بالذكر أن مخيم "تل الزعتر" قد تأسس عام 1949 (بعد عام على نكبة 1948)، ويقع في القسم الشرقي لمدينة بيروت (العاصمة اللبنانية)؛ المنطقة التي كانت تسيطر عليها الأطراف المسيحية إبان الحرب الأهلية، ومساحته كيلومتر مربع واحد.

وبعد ارتكاب المجزرة، باشرت الجرافات إزالة المخيم، وهام الناجون من الموت على وجوههم يبحثون عن مأمن، وتوزعوا لاحقا على مخيمات فلسطينية أخرى في لبنان.

وتمثل مذبحة مخيم تل الزعتر واحدة من أسوأ صفحات الحرب الأهلية اللبنانية، التي اندلعت عام 1975، واستمرت 15 عاما.

وتستنكر الأوساط الحقوقية إفلات مرتكبي مجزرة تل الزعتر من العقاب، إذ ما تزال جثث الكثير من هؤلاء مدفونة في أماكن متفرقة يستخدمها الناس، ما يعد انتهاكا لكرامة الضحايا وعائلاتهم.
 
وتطالب المنظمات الحقوقية كافة الأطراف في لبنان، لا سيما الحكومة اللبنانية، بفتح هذا الملف من جديد وكشف مصير المفقودين وإبلاغ الأهالي بأماكن دفن الضحايا.

مواضيع ذات صلة
مجزرة "تل الزعتر".. 45 عاما على نكبة الفلسطينيين في لبنان
يصف مؤرخون فلسطينيون، مجزرة مخيم "تل الزعتر" في لبنان، التي وقعت  يوم 12 آب/أغسطس 1976، بأنها "من أكبر الفظائع في التاريخ ال...
2021-08-12 09:12:46
"الهيئة 302": نرحب بإطلاق "الأونروا" مناشدة خاصة بفلسطينيي لبنان
رحبت "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" الفلسطينيين، بإطلاق المفوض العام لـ"الأونروا" فيليب لازاريني، اليوم الجمعة، مناشدة عاجلة...
2022-10-21 10:59:18
لبنان.. "ثابت" تُحيي الذكرى السادسة والأربعين لملحمة مخيم تل الزعتر
نظّمت منظمة "ثابت" لحق العودة، في لبنان، زيارة ميدانية إلى ضريح شهداء ملحمة "مخيم تل الزعتر" في مقبرة الشهداء ببيروت، اليوم الخميس...
2022-08-11 15:14:24