متابعون.. "حماس" لن تنضم إلا بشروطها إلى "منظمة التحرير"

رأى محللون سياسيون التقهم "قدس برس"، أن البت في قضية انضمام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى "منظمة التحرير الفلسطينية" بات مختلفا اليوم عن ذي قبل، أي بعد أحداث "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، وما آلت اليه تلك الحادثة.
حيث قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، إن "(حماس) منذ عام 2005 سعت للانضمام إلى (منظمة التحرير) وفق معايير ومقايس مختلفة وكان هناك توافق مبدئي إلا أن الأحداث التي حدثت بعد ذلك حالت دون إتمام هذا الانضمام".
ورأى الشوبكي أن "الإشكالية التي حالت دون الانضمام تمثلت بقضية الاعتراف بالاحتلال".
وأضاف، في الوقت الذي اعترفت فيه بعض فصائل المنظمة بالاحتلال، أصرت "حماس" و"الجهاد" على موقفهم الرافض لذلك ، بل وصل الحد بمقاطعة أي أفعال تتعلق بمفرزات "أوسلو" كما حصل مع مقاطعة الانتخابات من قبل "الجهاد الإسلامي".
وأشار إلى أن "الحديث عن المنظمة والانضمام إليها عاد للطرح بعد معركة (طوفان الأقصى) ونحن هنا أمام سيناريوهين مختلفين، أولهما أن تكون هذه المعركة سببا لدخول المنظمة بحسب أيدلوجيا ورؤية (حماس) تماما كما حصل مع (فتح) بعد معركة الكرامة وما تبعها من دخولها للمنظمة عام 1969".
أما السيناريو الثاني -بحسب الشوبكي- فيتعلق بإقدام "حماس" على "إنشاء جسم آخر كبديل عن المنظمة وهذا سيكون له تداعيات على صعيد العلاقات الداخلية وعلى إمكانية حصول هذا الجسم على القبول الدولي".
وشدّد على أن "المرحلة تعتبر تحديا لحركة (حماس) وعلينا التريث رغم أن النتائج والمؤشرات، ليست لصالح الاحتلال بل لصالح (حماس) التي أعادت من خلال (طوفان الأقصى) القضية إلى الواجهة وأوقفت مسيرة التطبيع ووضعت القضية في المنابر الدولية وحشدت التأييد العالمي".
كما رأى الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، أن "المطلوب الآن ليس تغيير موقف (حماس) من الاحتلال، بل تغيير موقف المجتمع الدولي والعربي من الاحتلال وخصوصا بعد معركة (طوفان الأقصى)".
وشدد سمور على أن "الموقف الأمثل في هذه المرحلة يتطلب توافقا فلسطينيا وخصوصا مع (فتح) ليتم الاتفاق على كافة العناوين وتذليل الخلافات والتركيز على برنامج وطني يمثل الكل وتحديد برنامج كفاحي لكل مناحي الحياة في الداخل والخارج".
وأشار إلى أن "ميزة (طوفان الأقصى) أنه أفرز نظاما عالميا جديدا وكشف القناع عن كثير من الأنظمة العربية والغربية، والأجدر بالفصائل الفلسطينية أن يستثمروا المستجدات لما يخدم الموقف الفلسطيني".
ونوّه إلى أن "الميدان هو من يقرر، وأن الاحتلال إذا خرج بمشهد المنتصر ستنهي المنظمة كليا، وهذا يتطلب من الجميع على الأقل تبني الرأي المطالب بهزيمة الاحتلال".
ولليوم السادس والسبعين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بمساندة أميركية وأوروبية عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى عدوان الاحتلال لارتفاع حصيلة الشهداء إلى 20 ألفا، إلى جانب أكثر من 52 ألف إصابة، وأسفر عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.