(محدث) ردود فعل غاضبة على جريمة اغتيال العاروري
أثارت عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشيخ صالح العاروري، مساء اليوم الثلاثاء، في قصف مسيرة للاحتلال الإسرائيلي، استهدف مكتبا لـ"حماس" في منطقة المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية، ردودَ فعلٍ غاضبة على المستوى الفلسطيني واللبناني.
حيث قال رئيس الوزراء في حكومة السلطة الفلسطينية محمد اشتية، إنه وباستشهاد العاروري الذي أمضى سنوات في المعتقلات "الإسرائيلية" فإن "الشعب الفلسطيني يفقد واحدا من رجالاته الوحدويين الذين لطالما دعوا إلى رص الصفوف وتمتين الوحدة الوطنية والحرص عليها في مواجهة الاحتلال وجرائمه ضد أبناء شعبنا".
وتقدم اشتية من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومن حركة حماس، ومن عائلة الشهيد، "بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة".
كما أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، "الانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى إلى سقوط ضحايا وجرحى".
ولفت ميقاتي إلى أن "هذا الانفجار جريمة (إسرائيلية) جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".
وأضاف أن "هذا الانفجار هو حكماً توريط للبنان، ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان".
من جهتها أكدت "الجماعة الإسلامية" (الإخوان المسلمون) في لبنان على أنّ "هذه الجريمة البشعة لن تمرّ دون عقاب، وسيدفع المحتل الإسرائيلي ثمنها عاجلاً أم آجلاً، وأنّ كلّ الجرائم التي ارتكبها أو التي سيرتكبها لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فنهاية هذا الكيان الغاصب كُتبت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وهزيمته المحقّقة لن تطول كثيراً".
وفي السياق اعتبرت حركة فتح يوم غد الاربعاء يوم إضراب عام وشامل لكل نواحي الحياة استنكارا للجريمة وحدادا على أرواح شهداء الاغتيال.
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي عملية الاغتيال وقالت في بيان لها إن "اغتيال القائد الشهيد العاروري ورفاقه هو محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوماً من الحرب الهمجية وحرب الإبادة من فرض شروطها على شعبنا".
أما "الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين"، فقالت في بيان لها إن "ارتقاء القائد الكبير صالح العاروري جريمة لن تمر دون عقاب".
وأضافت أن "المقاومة الفلسطينيّة الباسلة سترد على هذه الجريمة بكل قوّة"، لافتاً إلى أن "هذا العدو ارتكب خطأً سيدفع ثمنه غاليًا".
كما نعى "الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين" العاروري في بيان قال فيه "بمزيد من مشاعر الحزن والغضب، تلقينا نبأ استشهاد الأخ المناضل صالح العاروري، الذي ارتقى شهيداً بعد تعرضه لعملية اغتيال جبانة، في العاصمة اللبنانية بيروت مساء هذا اليوم".
وأعلن الحداد على العاروري، وتعطيل العمل غدا الاربعاء في كافة مكاتب وفروع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بكافة المحافظات الوطن.
واستشهد مساء اليوم الثلاثاء نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صالح العاروري، بعد أن استهدف الاحتلال الإسرائيلي مكتبا لـ"حماس" في منطقة المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن "4 شهداء ارتقوا بينهم القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري، إلى جانب عدد من الإصابات في استهداف مكتب لـ"حماس"، بضاحية بيروت الجنوبية".
وولد العاروري في بلدة "عارورة" قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1966، وحصل على درجة البكالوريوس في "الشريعة الإسلامية" من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
والتحق الشهيد بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 "العمل الطلابي الإسلامي" في جامعة الخليل.
وعقب تأسيس حركة "حماس" نهاية عام 1987 التحق العاروري بها، ليعتقله بعد ذلك جيش الاحتلال إداريا بين عامي (1990 ـ 1992)، على خلفية نشاطه في حركة "حماس".
وفي عام 1992، أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس " بالضفة، ثم أفرج عنه عام 2007، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات (حتّى عام 2010)، حيث قررت محكمة الاحتلال "العليا" الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
ويعد الشهيد العاروري، من مؤسسي كتائب "القسام"، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.