"القدس الدولية" تناقش دلالات الموقف العربي الرسمي وتداعياته من "طوفان الأقصى"

طرحت مؤسسة "القدس الدولية" (حقوقية مقرها بيروت) ورقة عمل ناقشت فيها دلالات وتداعيات الموقف العربي الرسمي من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقالت ورقة العمل، التي اطلعت عليها "قدس برس" اليوم الجمعة، إن عملية "طوفان الأقصى" شكلت "محطة بارزة على طريق العمل المقاوم في فلسطين".
وأشارت إلى أن الاحتلال تذرع بالعملية "التي أثارت الأسئلة حول قدراته الاستخبارية، ليشنّ عدوانًا همجيًا على قطاع غزة، مدعومًا بالدرجة الأولى من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي تبنّت بداية رواية الاحتلال برّرت عدوانه تحت عنوان: حقّ الدفاع عن النفس".
وأضافت "القدس الدولية" تقول في ورقة العمل أن تلك العملية استتبعت مواقف عربية رسمية "تراوحت بين التعبير عن القلق من التصعيد وتمدد الصراع ليصبح صراعًا إقليميًا، والدعوة إلى وقف العنف، وإلى ضبط النفس".
ورأى مصدرو الورقة أن بعض الدول العربية لم تعارض هدف الاحتلال في القضاء على حماس وحركات المقاومة، ولكنها تشعر بالقلق من أن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً.
وأشارت "القدس الدولية" إلى أن "قادة عرب عقدوا قممًا ولقاءات وأجروا اتصالات، لكنها لم تحمل في مجملها موقفًا قويًا يمكن أن يضغط على الاحتلال وداعميه لوقف العدوان، ووجهت الدول العربية مطالبات إلى دول العالم من دون أن تعمل، بما تملكه من قدرة على الضغط والحراك، على فكّ الحصار أو إدخال المساعدات أو وقف العدوان".
وسلطت الورقة الضوء على الموقف العربي الرسمي، مع التركيز على الدول التي كان لها مواقف بارزة طغت على تشكيل هذا الموقف ورسم إطاره العام.
ورأت ورقة العمل أنّ الاحتلال "يأمل إطالة أمد الحرب على غزة أملاً في تحقيق أيّ إنجاز يمكن أن يقدّمه للإسرائيليين ليغطّي على إخفاقه الأمني والاستخباري في عملية طوفان الأقصى، وسعيًا لتحقيق أيّ من الأهداف التي أعلن عنها لبدء العدوان والمضيّ به".
وقالت "كما أنّ إصراره على مزيد من القتل والدمار يهدف إلى إيجاد ضغط هائل على الحاضنة الشعبية لتنقلب على المقاومة، ما يتيح له فرض شروطه في أيّ عملية تفاوض أو وساطات تقوم بها جهات مختلفة".
وخلصت الورقة إلى القول إنّ "حالة عرقلة المسار وغياب الأفق في ما يسمى العملية السياسية وانقضاض الاحتلال على الفلسطينيين وممارسة مزيد من العدوان بحقّهم يجعل مقاربة القضية الفلسطينية بالأدوات ذاتها غير ذات فائدة".
واستطردت بالقول "وإن كان لا بدّ من إنجاح العملية السياسية فلا بدّ من موقف قويّ وأرضية متينة، تنطلق من الحق الفلسطيني، وتستند إلى قوّة تحميه، لأنّ الاحتلال لن يتراجع عند استجداء الأمم المتحدة وطلب الحماية من دول العالم، بل بضغط حقيقي يجبره على التراجع".
وشددت الورقة على أن "مقاومة الاحتلال حقّ كفله القانون الدولي، وإنجازات المقاومة تعزّز الحق الفلسطيني وتدعمه، ما يحتّم دعمها والوقوف بصفّها، لا التنصّل من فعلها الذي يشكل عامل قوّة وضغط يمكن الاستفادة منه لتفعيل المسار السياسي وتحقيق ما يمكن تحقيقه عبره".