مراقبون: هدم معبر المنطار تشديد لحصار غزة وتنصل من الاتفاقيات

اعتبر مراقبان فلسطينيان إقدام دولة الاحتلال على هدم معبر المنطار/ كارني التجاري مع قطاع غزة (شرقا)؛ إمعاناً إسرائيلياً في تشديد الحصار السياسي والاقتصادي على القطاع، وتنصلاً من الاتفاقيات المبرمة؛ والتي كانت المعابر أحد أركانها.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان له، أنه تم أمس الأحد البدء في عملية "كارني عوز" التي تتضمن تفكيك معبر المنطار/كارني، في منطقة العائق الأمني على حدود قطاع غزة.
وقال الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان، إن "إقدام الاحتلال على هدم معبر المنطار يندرج في إطار السياسة الأمنية الإسرائيلية، لإحكام الحصار على قطاع غزة ضمن ذرائع ومبررات أمنية".
وأشار أبو رمضان في حديثه لـ "قدس برس" إلى أن هذا المعبر الذي كان نشيطاً قبل عام 2011، كان يستوعب إدخال 400 شاحنة يوميا، وقد أغلق بشكل عام هو وبقية المعابر، وتم الاستعاضة عنه بمعبر "كرم أبو سالم" الصغير (جنوب قطاع غزة)".
وقال: "الإجراء الإسرائيلي بهدم المعبر يقلص من مساحة حرية النشاط الاقتصادي في غزة، ويبقى فقط على معبر كرم أبو سالم كمعبر وحيد، كما أنه يقلص من آفاق التصدير الذي يشكل مصدرا رئيسياً للناتج المحلي الإجمالي، فبدون تصدير لا يوجد ناتج محلي قوي".
وأشار إلى أن اغلاق معبر المنطار وتفكيكه، يأتي ضمن عملية أمنية وعسكرية، ومبررات وذرائع إسرائيلية لتشديد الحصار على المستوى السياسي والاقتصادي، وتبعات تمس التنمية الاقتصادية، لإبقاء قطاع غزة أسير مسار تجاري وحيد في التصدير.
ومن جهته أكد نائب مدير مركز "الميزان لحقوق الانسان" (أهلي)، سمير زقوت، على أن دولة الاحتلال تواصل فرض وقائع على الأرض من خلال ممارسة عنجهية القوة للتنصل من الاتفاقيات المبرمة.
وقال زقوت لـ "قدس برس": "الفلسطينيون كانوا يعيشون وهم أوسلو (اتفاقية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال) باعتباره الطريق إلى الدولة الفلسطينية، وفي نفس الوقت؛ كانت إسرائيل تعتبر الاتفاقية مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع لتنفيذ برامجها ومخططاتها، بدون إيجاد أي معارضة من الفلسطينيين أو المجتمع الدولي".
وأضاف: "منذ توقيع اتفاق أوسلو وأصبحت الاسطوانة المشروخة: من أجل إعطاء السلام فرصة، وإسرائيل ثبّتت وقائع على الأرض، وباتت تتعامل أمام أمر واقع في غزة او الضفة".
وشدد الحقوقي الفلسطيني على أن الاحتلال ضرب عرض الحائط كل الاتفاقيات السابقة، في حين أن السلطة لا زالت ملتزمة بدورها، وإسرائيل تقضي الآن على فرص حل الدولتين.
واعتبر تفكيك وإزالة معبر المنطار بأنه جزء من الأمر الواقع، كونه مغلقا منذ عام 2011، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعبر عن نوايا عدم الالتزام في الاتفاقيات، سواء اليوم أو في المستقبل، دون إيجاد أي فرص لتعود الأمور كما كانت عليه قبل ذلك.
وقال زقوت: "إن إسرائيل تخلق وقائع على الأرض تحول دون العودة الى السابق أو الوصول إلى حلول جذرية في المستقبل لقضايا الحل النهائية، وتقضي على كل الاتفاقيات من خلال خلق وقائع جديدة".
ويعتبر معبر المنطار أكبر المعابر التي تفصل ما بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م وتم تأسيسه مع قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994م للتبادل التجاري بين غزة والعالم الخارجي، واغلقته سلطات الاحتلال عام 2011م.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، عملية أسماها "كارني عوز"، لإخلاء معبر المنطار (كارني) وهدمه وإقامة "عائق بري" مكانه.
وقال جيش الاحتلال في بيان إن "عملية ’كارني عوز’ ستستمر لعدة أسابيع، ستجري خلالها أعمال في منطقة العائق، غايتها تحسين الدفاع.