مؤتمر "الحرية لفلسطين" يختتم أعماله باسطنبول بتجريم الصهيونية ودعم المقاومة
اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة غزة ودعم المقاومة "الحرية لفلسطين"، في مدينة إسطنبول التركية، أمس الإثنين، بإصدار وثيقتين، عالميتين، الأولى لتجريم الصهيونية، والثانية التأكيد على أحقية المقاومة الفلسطينية بوجه الاحتلال.
وأصدر المؤتمر بيان تلقته "قدس برس" أكد على إطلاق وثيقة "الصهيونية عنصرية"، التي تدعو إلى تجريم الصهيونية ومواجهة صلفها وإجرامها وأخطارها، ووثيقة "المقاومة حقُ وواجب" التي تدعو إلى وجوب دعم المقاومة كحقٍ مشروع في مواجهة الاحتلال وداعميه، بحضور مقرري المبادرات البروفيسور محسن محمد صالح مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، والدكتور عزام التميمي مدير عام قناة الحوار، والأستاذ نعيم جينا، والأستاذ معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، وقد شهدت جلسة الإطلاق حضور حاشدًا للمشاركين في المؤتمر، من الخبراء والرموز والقيادات الشعبية والسياسية والدينيّة والمتضامنين الأجانب من أكثر من 50 دولة في العالم.
وتضمنت وثيقة "الصهيونية عنصرية" إشارة إلى الخلاصة التاريخية والأعمال الأكاديمية ذات الصلة، وقرار الأمم المتحدة رقم 3379 لعام 1975 الذي سبق أن عرف الصهيونية باعتبارها شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وتوقفوا عند إلغائه عام 1991 تحت الضغط الأمريكي في حقبة تفردت بقيادة العالم، وتحت ذريعة إفساح المجال للـ "المسيرة السلمية" التي انتهت إلى تمهيد الطريق لأفظع الجرائم التي ارتكبها المشروع الاستعماري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واللبناني، وجددت الوثيقة التأكيد بأن الصهيونية أيديولوجيا عنصرية إلغائية، وقد شكلت باعثًا لمشروع استعماري استيطاني إحلالي، وهو الذي أسس قاعدة احتلالٍ عسكري في فلسطين وارتكب فيها أفظع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وأن هذه نزعة أصيلة فيها لم تفارقها، ولا تغير فيها موازين القوى والنفوذ السياسي للدول.
أما وثيقة "المقاومة حقٌ وواجب"، فقد تضمنت إشارات عن تاريخ النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال، منذ الاحتلال البريطاني وحتى الآن، وأن الشعب الفلسطيني متمسكٌ بحقّه الأصيل في أرضه ومقدساته، وبحقه الطبيعي في المقاومة، وأن الفلسطينيين قد واصلوا الانتفاضات والثورات، على الرغم من اختلال ميزان القوى، ومع مضي السنوات تظل الإرادة الشعبية الفلسطينية تحتضن المقاومة وتتمسك بها عنوانًا لاستعادة الحقوق والتحرير والعودة.
وتضمنت الوثيقة تأكيد المجتمعين في المؤتمر وإجماعهم على الحق المطلق للشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة، وعلى رأسها الكفاح المسلّح، لتحرير أرضه والعودة إليها، وأن هذه المقاومة واجب على كل الأمم الحية إن أرادت البقاء في وجه الطغيان والظلم، وأن هذه المقاومة بما تتطلبه من تضحية وإقدامٍ وتحدٍّ لموازين القوى المختلة وتفانٍ وتجردٍ عن المصالح الذاتية هي شرفٌ في الوقت ذاته، إذ تجسد واحدة من أنبل الظواهر الإنسانية التي عرفها التاريخ.
واختتم المؤتمر بكلمة لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أيمن زيدان نائب المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، أكد فيها بأن مخرجات هذا المؤتمر تتركز على هاتين الوثيقتين، وأعلن بأن الجهات المشاركة في تنظيم المؤتمر ستعمل وبالتعاون مع مختلف الشخصيات والجهات التي شاركت في فعاليته، إضافةً إلى جميع ممثلي المنظمات والكيانات والهيئات المناصرة للحق الفلسطيني، من أجل المضي قدمًا في نشر هذه الوثائق، وإيصالها إلى شرائح أوسع في مختلف بلاد العالم، من أمريكا اللاتينيّة مرورًا بجنوب إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، ووصولًا إلى الهند وباكستان والصين.
وأشار زيدان إلى أن المؤتمر لم ينته باختتام جلساته، بل سينتقل إلى مرحلة جديدة، لمتابعة مخرجات المؤتمر، وتحقيق المزيد من التشبيك والسعي لتتحول هذه المبادرات إلى حقائق ملموسة، تسهم في دعم وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني، وتعزز صموده، وتدعم مقاومته في مواجهة الصلف الصهيوني ومن خلفه الأمريكي.