تقرير: الفلسطينيون يرفضون الهدن المؤقتة ويصرون على وقف إطلاق نار دائم

غزة (فلسطين) - قدس برس
|
يناير 24, 2024 10:35 ص
كان صوت المذياع مرتفعا قليلا، بين خيم النزوح جنوب غزة، كان المذيع يتحدث عن مقترح الهدنة الجديد لوقف إطلاق النار لمدة شهر؛ إذا بعجوز فلسطينية كانت تنصت للحديث ترد بشكل عفوي طبعا "مش ممكن".
استدرت إلى تلك السبعينية، وقلت لها لماذا مش ممكن يا حجة؟؟ فأجابت "بكل بساطة وبعد الشهر يرجعوا يضربوا فينا مجددا؛ لا خلينا تحت القصف أحسن نموت بشرف لا بغدر".
وزادت في حديثها لـ"قدس برس" قائلة إن "الهدف من كل هذه المبادرات والمقترحات والصفقات ليس نحن؛ فنحن تحت النار منذ 110 أيام ولا أحد يشفق علينا، المهم يطلعون أولادهم من قبضة المقاومة وبعدين سوف يكون ما نتعرض له الآن شيئاً بسيطاً جدا مقارنة لما ينتظرنا بعد تحرير أسرهم".
موقف هذه العجوز يجمع عليه معظم الفلسطينيين في غزة؛ لأنهم يعرفون عدوهم أكثر من غيرهم، وهم ليس لديهم حسابات معقدة كالسياسيين.
المواطن الفلسطيني أحمد سليمان (44 عاما) اتفق مع تلك العجوز، لكنه أضاف "نريد وقف إطلاق شامل دائم، بضمانات دولية، وانسحاب كامل من غزة، وعودة النازحين كلهم إلى الجنوب، وإغاثة أهل غزة قبل أن يقضوا جوعا أو عطشا أو مرضا".
وتساءل سليمان: "ألم يرتوي نتنياهو وعصابته من الدم الفلسطيني؟ يكفيه فرصة 110 أيام لفعل ما فعله من قتل وإبادة ودمار شامل".
وذهب المواطن الفلسطيني سعيد غانم بعيدا بالقول نثق ثقة كبيرة في المقاومة التي صنعت معجزة (7 أكتوبر) وهي تعيش آلام وآمال شعبها، وسنوافق على ما ستوافق عليه، لأننا على قناعة تامة أنها لن تقبل أقل من وقف إطلاق نار شامل ودائم، مع انسحاب شامل من غزة، وتعهد دولي بالأعمار".
وأضاف غانم ذو الـ 23 عاما، يقول "لا يمكن بعد كل التضحيات والدمار ندخل في هدن إنسانية وكلام فارغ، ثم نعود إلى الحرب".
وتابع: "نريد وقف إطلاق نار شامل ودائم مع انسحاب وحكومة وحدة وطنية لكي تشرف على الإعمار".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 25 ألفا و490 شهيدا، وإصابة 63 ألفا و354 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.