غوتيريش: سكان غزة يواجهون "دمارا غير مسبوق" في التاريخ الحديث

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن جميع سكان قطاع غزة يواجهون دمارا على نطاق وسرعة لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث.
وقال غوتيريش في كلمة له بمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، خلال جلسة مناقشة مفتوحة، على المستوى الوزاري، حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، "ما من شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وأضاف: إن المئة يوم الماضية كانت "مفجعة وكارثية" على المدنيين في غزة، ووصف الوضع الإنساني في غزة بأنه "مروع".
وأشار إلى أن "2.3 مليون فلسطيني يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف غير إنسانية وبائسة خلال أشهر الشتاء، دون مأوى وتدفئة ومواد تنظيف وطعام وماء".
وقال: "جميع سكان غزة يواجهون دمارا على نطاق وسرعة لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث. ما من شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
ولفت إلى أن "ربع سكان غزة، أي أكثر من نصف مليون شخص، يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وطالب بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق".
وحذر من أن "سكان غزة لا يواجهون خطر القتل أو الإصابة بسبب القصف المتواصل فحسب، بل إنهم يواجهون أيضا فرصة متزايدة للإصابة بالأمراض المعدية مثل التهاب الكبد أ والدوسنتاريا والكوليرا".
وأشار إلى أن كبيرة منسقي الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ باشرت مهامها، ودعا جميع الدول الأعضاء إلى التعاون معها.
وأكد الأمين العام أنه على الرغم من كل الظروف الرهيبة، "لا يمكن تقديم مساعدات إنسانية فعالة لشعب غزة في الوضع الحالي".
وشدد على أنه لا يمكن لشعب غزة أن يعيش بالمساعدات وحدها، وأنه ينبغي إعادة المنتجات التجارية إلى المنطقة.
وقال إن هناك حاجة إلى المزيد من نقاط العبور إلى غزة من أجل تدفق المساعدات بسرعة. وأشار غوتيريش إلى أن إسرائيل منعت معظم عمليات المساعدات الإنسانية باتجاه شمال غزة.
وأضاف: "أدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وموسع ومستدام إلى جميع أنحاء غزة". وتابع: "وفي الوقت نفسه، أكرر أن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي يجب أن تنتهي".
ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى تجنب الخطوات التي من شأنها أن تسبب صراعا إقليميا، وخفض التوترات بشكل عاجل.
وأكد أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المعارضة لحل الدولتين غير مقبولة.
وذكر أن إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته يطيل أمد الصراع ويشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن العالميين.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 25 ألفا و490 شهيدا، وإصابة 63 ألفا و354 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.