3 رسائل مهمة في خطاب "أبو عبيدة".. قراءة تحليلية
يستمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، للشهر الخامس على التوالي، في ظل أزمة إنسانية كارثية، ودمار هائل غير مسبوق في القطاع، بحسب سلطات القطاع المحلية وهيئات ومنظمات دولية.
وبعد 133 يوما من الحرب، خرج المتحدث العسكري باسم كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، في كلمة صوتية مسجلة له، كانت الأولى منذ الرابع عشر من كانون الثاني/يناير الماضي، أي منذ نحو 33 يوما.
وقال المحلل العسكري والاستراتيجي الأردني محمد المقابلة، إن "خطاب أبو عبيدة لم يكن استعراضيا لأعمال وإنجازات المقاومة كما تعودنا، بل تميز بإبراز 3 رسائل مهمة".
وأضاف المقابلة لـ"قدس برس"، أن "الرسائل الثلاث كانت تحت عنوان الإثبات والثبات والتثبيت"، مستدركا أن "أبو عبيدة أثبت أن المقاومة قادرة على الاستمرار وتنفيذ العمليات، رغم كل ما يروجه العدو من أكاذيب، مما يزرع الطمأنينة في نفوس الحاضنة الشعبية للمقاومة في القطاع، والداعمين في الخارج".
وأوضح أن "أبو عبيدة أشار إلى أن المقاومة ثابتة على شروط وقف إطلاق النار، في رسالة للمفاوضين ومن يحاول أن يضغط على المقاومة للقبول بشروط الاحتلال، وأن ورقة الأسرى ما تزال فاعلة لدى المقاومة أيضا، وأن المقاومة قادرة على إخراج العدو من القطاع".
وأما رسالة التثبيت، فكانت تتمثل في "تثبيت أهالي غزة بعد انقطاع أبو عبيدة عنهم منذ أكثر من شهر، وبث رسائل إسرائيلية طوال تلك المدة أن المقاومة تفككت في إطار الحرب النفسية، ليخرج أبو عبيدة ويؤكد أن المقاومة باقية في غزة ولن تخرج وثابتة إلى جانب حاضنتها الشعبية"، وفقا للمحلل العسكري المقابلة.
وأكد المقابلة، أن "رسائل أبو عبيدة جاءت معاكسة لرسائل الاحتلال التي حاولت زرع الطمأنينة في نفوس الشارع الإسرائيلي، ومن شأنها إشعال الداخل الإسرائيلي بشأن موضوع الأسرى وحالتهم الصحية، ومقتل العديد منهم".
وأشار إلى أن "رسائل أبو عبيدة من شأنها تدمر الدعاية الإسرائيلية بشأن قدرتهم على تحرير أسراهم من قطاع غزة أحياء".
ولم يتطرق أبو عبيدة في كلمته، إلى الحديث عن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام تحرير أسيرين إسرائيليين من غزة، مما "يجعل جمهور الاحتلال في حيرة من أمره حول مدى صحة وأهمية إعلان جيشهم"، على ما ذكر المقابلة.
وتوقع المقابلة، أن "تعلن المقاومة الفلسطينية في وقت قريب، عن مقتل أسرى إسرائيليين أثناء محاولة جيش الاحتلال تحريرهم في غزة، مما يدفع نحو بقاء الشارع الاسرائيلي ملتهبا".
وكان المتحدث باسم كتائب "القسام" قال في وقت سابق من الجمعة، إن "معركة طوفان الأقصى غيرت وستغير وجه المنطقة، وكتبت بداية النهاية لأطوال وآخر احتلال في التاريخ المعاصر، ووقعت انكساره وإساءة وجهه".
وأضاف أبو عبيدة في كلمة مسجلة له بعد مرور 133 يوما من عداون الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أن "طوفان الأقصى لن تهدأ حتى تزيل الظلم والعدوان عن الأقصى وأرض الإسراء والمعراج".
وتابع "للشهر الخامس تواجه المقاومة في غزة وشعبنا المرابط الصامد حربا صهيونية أميركية لا زالت عاجزة أمام شعب عظيم معطاء يواجه المجازر والمذابح المروعة لكنه لا يعرف الانكسار".
وأردف "يواجه مجاهدونا في القسام والمقاومة الفلسطينية جيشا مجرما نازيا لم يمر في التاريخ المعاصر له مثيل في ساديته وهمجيته وعقيدته العنصرية".
وأكمل "المعركة تتواصل على الجبهات كافة وتتسع وتتعاظم أمام غطرسة العدو وعدوانه النازي".
وبيّن أن "الظروف الميدانية لبعض المجاهدين في العقد القتالية تؤخر الإعلان عن بعض المهام، وأن ما يبث من مشاهد هو جزء مما ينفذه المجاهدون في الميدان، وأنه لم تبث بعض المشاهد لأسباب ميدانية معقدة".
وأشار إلى أن "مجاهدي المقاومة يخوضون معارك بطولية بناء على حجم التوغل الصهيوني ووفق تقديرات ميدانية يتقرر فيها في كل عملية نوعية السلاح وطبيعية الهجمات بما يحقق إيقاع خسائر محققة في صفوف العدو".
وقال: "لسنا معنيين في هذه المرحلة بالتفنيد التفصيلي حول كل ما يرد على لسان قادة الاحتلال، هذا العدو المتفكك لا يصدقه حتى حلفاؤه ولا يستطيع أن يقنع جمهوره رغم كل أكاذبيه".
وأوضح أن "الخسائر في صفوف أسرى العدو باتت كبيرة جدا، وقد حاولنا حمايتهم ورعايتهم منذ شهور وصولا إلى هدف إنساني نبيل وهو تحرير أسرانا المظلومين، وأن جيش الاحتلال يتعمد قتلهم".
ولفت إلى أنهم "يعيشون أوضاعا صعبة للغاية ويكافحون للبقاء على قيد الحياة".
وتابع "ما يطلقه العدو من تصريحات وأرقام ومعلومات دعاية كاذبة، وأن كثيرا مما يعلنه العدو ملفق ومختلق لأغراض داخلية ومعنوية (..) فليقل العدو كل ما يشاء، الميدان مفتوح وسيثبت وهم العدو كذبه وتخبطه".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 28 ألفا و775 شهيدا، وإصابة 68 ألفا و552 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.