التلويح الإسرائيلي باجتياح رفح.. الدلالات والأسباب

رجح المحلل السياسي الأردني، عاطف الجولاني، أن تصاعد الحديث إسرائيليا عن قرب تنفيذ عملية اجتياح مدينة رفح (جنوبي غزة)، يأتي في سياق محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية، للتأثير في سقف مطالبها فيما يخص "صفقة التبادل" والهدنة المقترحة من مؤتمر باريس.
ولكن احتمالات القيام بعملية عسكرية في رفح جنوبي غزة، بحسب حديث الجولاني لـ"قدس برس"، "تبقى قائمة في ظل توفير الغطاء السياسي الأمريكي الذي عبرت عنه تصريحات الرئيس جو بايدن وبقية المسؤولين في الإدارة الامريكية، وفي ظل المواقف العربية الضعيفة التي لا ترقى لمستوى ممارسة الضغط المؤثر لمنع العدوان عن رفح".
وحول ما رشح من أخبار عن إقامة منطقة لاستيعاب اللاجئين المتوقعين من رفح باتجاه الأراضي المصرية، قال الجولاني: إن "هذه الأخبار ما تزال في إطار الإشاعة التي لم يتم تأكيدها أو التعليق عليها بشكل رسمي من الجانب المصري".
ولكنه "لم يستبعد أن تندرج هذه الأنباء في سياق عملية ممارسة الضغوط على المقاومة، عبر الترويج لتراجع في الموقف المصري باتجاه القبول بتنفيذ الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح".
ونفت القاهرة، أمس، أنباء متداولة بشأن إعدادها منطقة لإيواء الفلسطينيين، مشددة على رفضها وعدم مشاركتها في "جريمة التهجير".
جاء ذلك ردا على عما تداولته وسائل إعلام دولية أن "مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود"، وفق بيان صادر عن ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية رسمية).
وأجبرت "إسرائيل"، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، نحو مليون و300 ألف فلسطيني في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
وتعلن "إسرائيل" حاليا عزمها اجتياح رفح بالمنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".
وتشن "إسرائيل" حربا مدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.