محللون: "تسهيلات رمضان" لن تحول دون تصاعد عمليات المقاومة في الضفة
رأى محللون سياسون، بأن حديث الاحتلال الأخير عن وجود "تسهيلات للفلسطينيين تتعلق بالوصول إلى المسجد الأقصى"، لن تحول دون تصاعد عمليات المقاومة، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وشدد المحللون خلال حديثهم لـ"قدس برس" على أن هناك جملة من الأسباب، من شأنها أن تزيد احتمالية تصاعد الأحداث الأمنية وصولا إلى "حالة انتفاضية، تفوق أي تصعيد في السنوات الماضية".
وقال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي عصمت منصور، بأن "محاولات حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية الرامية إلى تحييد الضفة، وإن نجحت خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنها لم تفلح خلال شهر رمضان المبارك؛ لوجود العديد من المفاعيل التي ستكون بمثابة الفتيل المتفجر، وفي مقدمتها استمرار جرائم الاحتلال ومجازره بحق قطاع غزة، منذ ما يقارب 6 أشهر".
وبحسب منصور، فإن "استمرار المجازر اليومية في غزة وتزامنها مع شهر رمضان، ستلقي بظلالها على طريقة تفكير من سينفذ أي عمل مقاوم، وبالتالي ستكون أجواء الشهر الفضيل، التي سيتخللها مزيدا من الإجراءات بحق مدينة القدس، حافزا قويا لتنفيذ العمليات الفدائية".
وأشار منصور بأن "الظروف التي تشهدها الضفة الغربية ومدينة القدس من اقتحامات وقتل واعتقالات وحواجز وقهر وإذلال، تضاعفت عشرات المرات عن السنوات الماضية التي كانت تشهد تصاعد بالعمل المقاوم خلال شهر رمضان فما بالكم بهذا العام على حد تعبيره وتسائله".
بدوره، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، زاهر الششتري، بأن "دخول الحرب على قطاع غزة في شهرها السادس وتوافق ذلك مع دخول شهر رمضان، سيكون له تأثير واضح على شعبنا بالضفة والقدس وأراضي ٤٨"، متوقعا أن "تزداد وتيرة مقاومه الاحتلال في هذا الشهر الفضيل مع استمرار الحرب الإرهابية ضد شعبنا ومقاومته الباسلة في قطاع غزة".
وأشار الششتري إلى "وجود مخاوف حقيقية من امتداد حاله مقاومه الاحتلال في الدول العربية وزيادة الاحتجاجات في الدول الأوروبية".
وأكمل الششتري: "أي تسهيلات يتم الحديث عنها هي ذر للرماد في العيون، وما يحدث هو زيادة الاعتداءات ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وخصوصا المسجد الأقصى، وبكل تأكيد سيلقي بظلاله على واقع العمل المقاوم وتصاعده في الضفة بشكل لافت ومغاير عن أي عام مضى".
الكاتب والمحلل السياسي، عبد السلام عواد، شدد هو الآخر على أن "تسهيلات الاحتلال شكلية"، هدفها "محاولة امتصاص حالة الغضب بين الفلسطينيين والحيلولة دون تصاعد العمليات الموجودة أصلا والمتصاعدة منذ السابع من أكتوبر".
وشدد عواد على أن "رمضان عامل موسمي لتصاعد عمليات المقاومة، وفي هذا العام أضيفت العديد من العوامل الأخرى التي ستكون عامل تفجير إضافي وفي مقدمتها ما يجري من حرب ضد قطاع غزة، بالإضافة إلى حجم الجرائم الكبيرة في مدن الضفة وجرائم المستوطنين".
تجدر الإشارة الى إن مجلس الحرب لدى حكومة الاحتلال، قرر سحب الصلاحيات الخاصة بالمسجد الأقصى من ما يسمى "وزير الأمن القومي" إيتمار بن غفير، مشيرا إلى أنه "لن تكون هناك قيود على دخول فلسطينيي الداخل والمقدسيين إلى المسجد في شهر رمضان"، كخطوة يؤمل منها الحيلولة دون تصاعد الأوضاع الأمنية في القدس والضفة وعدم فتح جبهة جديدة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، إلى ارتقاء أكثر من 30 ألف شهيد، إلى جانب نزوح نحو 85 في المئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.