خبيران: المجتمع الدولي متواطئ مع الاحتلال في تجويع غزة

يرى خبيران في الشأن السياسي والإغاثي عدم جدوى تنفيذ عمليات الإغاثة الجوية والبحرية لقطاع غزة، معتبران أن "المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية متواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي في حصار غزة".
وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني حازم عياد، إن "المساعدات الجوية والبحرية لا تغني عن الممرات البرية في غزة خاصة أن هناك ما يقرب من 6 ممرات أحدها مع دولة عربية شقيقة هي مصر".
وأضاف عياد في حديث لـ"قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن "الممرات البحرية مهمة ولكنها ضمن الشروط والظروف السياسية والأمنية المحيطة بالمنظور مريبة جدا، خصوصا أمريكا والاتحاد الأوروبي يحاول أن يفرض معها بعض الشروط السياسية التي لا تتناسب مع دورة الحياد واتخاذ موقف غير منحاز بين أطراف الصراع بالحد الأدنى".
وتابع أن "المساعدات الجوية يلجأ لها عادة في الحروب والكوارث حيث يصعب الوصول الى المناطق المنكوبة"، مشيراً إلى أن "ما يتعلق بفلسطين فالأمر ناجم عن الاحتلال ويستطيع المجتمع الدولي أن يدخل المساعدات عبر المعابر البرية المتوفرة وأن يفرض حماية دولية مسنودة بقرار أممي".
وأوضح عياد أن "أمريكا ليست محتاجة لإنزال المساعدات الجوية لأنها تملك علاقات مع إسرائيل وبإمكانها إدخال المساعدات عبر الممرات البرية دون عوائق خصوصاً أنها تعتبر أهم مورد للسلاح لإسرائيل وأكبر داعم لها؛ وبالتالي تستطيع أن تفرض شروطها على الاحتلال".
واعتبر عياد "لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإنزالات الجوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هروب من التزاماتها ودليل على عدم رغبتها في رفع الحصار عن غزة".
وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني إن "لجوء أمريكا الى الانزالات الجوية دليل على تواطئها في تشديد الحصار وعدم كسره ضمن شروط سياسية تفرضها سواء عبر ممر البحر الذي تقترحه أو عبر المساومات على طاولة المفاوضات والتي جعلت من فتح المعابر جزءا أساسيا من المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى، فهي ورقة مساومة ترفض أمريكا التخلي عنها".
مطلب ملح
بدوره، اعتبر خبير الإغاثة الكويتي عثمان الثويني أنه "لا شيء يغني عن دخول المساعدات عبر المنافذ البرية؛ لأن كمياتها تكون كبيرة جداً بالمقارنة مع المساعدات الجوية".
وأضاف لـ"قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن "تطبيق القرارات الدولية في فتح المعابر والسماح لشاحنات المساعدات بالدخول يعتبر مطلب ملح لا نملك ترف الوقت في إدخاله حيز التنفيذ".
وأشار إلى أنه "يتم اللجوء إلى رمي المساعدات عبر الطائرات والانزال الجوي، حين تنعدم كل وسائل وصولها عبر المعابر والنقاط الآمنة".
وأوضح أنه "من أجل تطبيق هذه الوسيلة بأقل الأضرار ينبغي أن تكون مواقع الإنزال منبسطة يسهل وصول النازحين لها، ويكون ضبط حركة الإمدادات الأرضية عالية الدقة، ووجود فرق وأجهزة أمنية قادرة على ضبط تدفق المستفيدين حتى لا تقع إصابات وكوارث بشرية".
ولفت إلى أن "المجتمع الدولي بمؤسساته متواطئ وبدرجة كبيرة مع الكيان الصهيوني، وهو من يكيل بمكيالين، بل وهو الخصم والحكم في نفس الوقت"، مبينا أن "عشرات القرارات والمواثيق والمعاهدات يتم نقضها في وجه النهار، ونحن نرى تصريحات القوى العظمى، بل ونرى نتائج التصويت على عدم إيقاف إطلاق النار واستخدام حق الفيتو".
وقال إن "الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه فشلوا بالمخططات العسكرية، وفشلوا بملف التهجير، والآن هدفهم أن يحققوا أعلى النجاحات في ملف التجويع".
وتشن "إسرائيل"، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
وجراء العداون وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره "إسرائيل" منذ 17 عاما.