النساء يشكلن أحد أبرز عناصر الصمود في المشهد الغزي
اسطنبول (تركيا) - محمد صفية - قدس برس
|
مارس 14, 2024 1:42 م
برزت المرأة الفلسطينية في غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الـ 7 من تشرين أول/أكتوبر الماضي، كأحد أهم المكوّنات في المشهد الغزي الصامد، وشكلت صورة المرأة الغزية أيقونة للتحرر والنضال.
وترى الكاتبة والباحثة الفلسطينية وعضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، رانية نصر، أن مرد ذلك يعود إلى التنشئة والتربية الصحيحة والراسخة رسوخ الجبال، وعلى مدار سنوات طويلة من الإعداد والتزكية.
واعتبرت في حديث مع "قدس برس" أن المرأة الفلسطينية استطاعت "أن تكون قدوة للنساء، في صلابتها وعزيمتها وإصرارها على مواصلة المسير كلما اشتدت البلاء".
وأوضحت نصر أنه مع دخول العدوان على غزة شهره السادس وحلول شهر رمضان المبارك "تعاني المرأة الفلسطينية الفقد والحزن والقلة والحاجة، بعد أن أجبرها الاحتلال على النزوح إلى حياة الخيام، بلا غذاء أو دواء".
وتضيف أنه "في ظل هذه المأساة تكابر نساء غزة على جراحهن وأوجاعهن وأحزانهن، من أجل توفير القليل لأبنائهن، ورأينا كيف تحاول أمهاتنا هناك إدخال الفرحة على الأطفال من خلال تعليق زينة رمضان من المواد المتوفرة والبسيطة".
وأردفت الكاتبة والباحثة الفلسطينية قائلة إنه "منذ أيام كان العالم يحتفي بيوم المرأة العالمي، ونتساءل أين حقوق المرأة الفلسطينية؟".
مشددة على ضرورة "إنقاذ المرأة الفلسطينية من آلة العدو الصهيوني وفضح جرائمه بحقها، والتوعية بحقوقها وفضح ازدواجية المعايير الدولية لحقوق المرأة والكفاح من أجلها".
ولفتت نصر إلى الدور الذي يقوم به قسم المرأة في "هيئة علماء فلسطين" (هيئة شرعية مستقلة) "من خلال النشاطات والمحاضرات التوعوية بحقوق المرأة الفلسطينية وقضيتها الإنسانية والحقوقية، ودعمها معنويا وماليا، فضلا عن التعبئة والحشد نصرة إسناد ودعما لصمودها وثباتها في وجه العدو".
وأشارت إلى فتح خط ساخن للفتاوى التي تأتي من نساء غزة والمتعلقة بوضعهن في الحرب، وكذلك تصوير حلقات تلفزيونية تناولت عدة جوانب شرعية ونفسية وإعلامية في هذه الحرب، فضلا عن إقامة اللقاءات والمؤتمرات مع مؤسسات المجتمع المدني في دول مختلفة لتوضيح وضع المرأة الفلسطينية في غزة.
من جانبها قالت رئيسة "رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج" (مؤسسة حقوقية دولية)، نسرين عودة، "نتابع الأحداث من بدايتها، وبالرغم من مرور ستة أشهر على الحرب تعاني المرأة الفلسطينية من الفقد بكل أشكاله، إلا أنهن كذلك يصارعن لتوفير أبسط سبل الحياة لأطفالهن وأسرهن".
وأشارت عودة إلى تنفيذ حملة "لأنك إنسان" التي أطلقت في لبنان، لإغاثة الأسر في غزة، وكذلك مشاركة الرابطة في حملة المؤاخاة التي أطلقها "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" للتوأمة بين الأسر الفلسطينية في الداخل والخارج.
وناشدت عودة كل القوى العربية والإسلامية والعالمية بالسعي لوقف حرب الإبادة والتجويع، وإلى الإسراع بتقديم كافة أشكال الدعم الطبي والغذائي وتفادي تفاقم المجاعة التي بدأت تظهر نتائجها بارتفاع أعداد الشهداء.
كما طالبت الأمم المتحدة أن تمارس دورها الإنساني الذي أنشئت من أجله، ودعت الحركات النسائية إلى تصعيد احتجاجاتها لوقف هذا التطهير العرقي الجبان.
وأودت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 160 يوما بحياة تسعة آلاف سيدة، منهن آلاف الأمهات والسيدات الحوامل، فضلاً عن معاناة 60 ألف سيدة من سوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية، بحسب إحصاءات رسمية.