ما دلالات عودة الاحتلال لقصف مستشفى الشفاء مجددا؟
اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، أن "عودة إسرائيل لمهاجمة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، تثبت أن حركة حماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام في شمال القطاع".
وقال المحلل البارز في تحليل بصحيفة /هآرتس/ العبرية: "تأتي الغارة التي شنّها الجيش الإسرائيلي الاثنين على مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعد حوالي 5 أشهر ونصف من بدء الحرب على غزة، وبعد حوالي 4 أشهر من العملية الإسرائيلية السابقة هناك".
وأضاف: "القرار بشن غارة هناك يظهر أن حماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام، حتى في المناطق التي أعلن فيها الجيش الإسرائيلي أنه قام بتفكيك القدرات العسكرية للحركة بشكل كامل، وقد عادت حماس إلى عملياتها فيها، ما دفع إسرائيل إلى شن مزيد من الغارات".
وقال: "واجهت القوات (جيش الاحتلال) مقاومة عنيدة في أحد مجمعات المستشفى، ويبدو أن قوة من الحراس الشخصيين الذين كانوا يحرسون كبار مسؤولي حماس كانوا يحاولون إخراجهم من مكان الحادث"، وفق زعمه.
وأشار إلى أنه "من المتوقع أن تستمر العملية في الشفاء عدة أيام، ولا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بعملية رفح التي هدد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وتابع هارئيل: "من الصعب أن نرى كيف يمكن أن تحدث عملية في رفح في المستقبل القريب، خاصة خلال شهر رمضان".
وبشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، قال هارئيل إن "موقف نتنياهو ليس واضحا تماما، ومن الصعب معرفة مدى تنسيقه مع اليمين المتطرف".
وتابع: "لا تزال المصادر السياسية تعتقد أن ما يحفّز رئيس الوزراء قبل كل شيء هو بقاؤه السياسي وتمسكه بالسلطة مع تقدم محاكمته الجنائية".
ولليوم 165 على التوالي يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 31 ألفا و 819 شهيدا، وإصابة 73 ألفا و 934 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.