محللان: الاحتلال يحارب عودة الحياة لغزة باستهداف مستشفى الشفاء و"لجان العشائر"

أكد محللان سياسيان أن سلوك الاحتلال مؤخرا، وتصعيد عدوانه باستهداف مجمع الشفاء الطبي، ولجان العشائر الشعبية، الذين ساهموا بإدخال المساعدات لغزة، ونسف عدد من البنايات السكنية؛ يدلل على أن دولة الاحتلال تحارب عودة الحياة إلى قطاع غزة وتسعى إلى تدمير ما تبقى من مقوماتها الإنسانية.
وقال إياد القرا الكاتب والمحلل السياسي:" واضح من التصعيد الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين وبالتزامن مع عودة وفده المفاوض للدوحة، ان هناك اهدافا أخرى تضعها دولة الاحتلال على أجندة عدوانها، بخلاف تدمير قدرات "حماس" العسكرية وهي جعل غزة منطقة غير صالحة للعيش".
وأضاف القرا لـ " قدس برس": "استهداف كل مقدرات الحياة في غزة من منظومة صحية ومنظومة شرطية والأجهزة الحكومية الإدارية وكذلك اللجان العشائرية والشعبية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك محاولة الاحتلال نشر الفوضى وإدامة سفك الدماء".
وشدد على أن "هذا السلوك العدواني يعكس سعي قادة الاحتلال لافشال المفاوضات التي تجري في الدوحة، من خلال التفاوض بالنار، وتثبيت وقائع جديدة على الأرض كاوراق ضغط جديدة تساعده في عملية التفاوض غير المباشرة لإبرام صفقة تبادل".
وشدد على أن ما يعيشه قطاع غزة من عدوان خلال 48 ساعة يشبه الايام الاولى للحرب من تدمير بنايات ومؤسسات ومشافي وارتكاب مجازر مروعة.
ومن جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن الاحتلال سيفشل في تحقيق مخططه بإعدام الحياة في غزة لأن أبناءها يسعون لانعاشها بكل الطرق مهما كلفهم ذلك من ثمن.
وقال المدهون: "سيبقى الشعب الفلسطينى متجذر في أرضه مهما بلغت التضحيات ومتمسك بحقوقه ومطالبه الواضحة والمتمثلة بوقف العدوان، والانسحاب، وعودة النازحين والإغاثة وإعادة الاعمار" .
واعتبر ان استهداف الاحتلال اللجان الشعبية والعشائرية التي كانت تؤمّن توزيع المساعدات عند دوار الكويت جنوب مدينة غزة واستشهاد 23 من العاملين فيها مساء امس الثلاثاء يدلل على إصرار الاحتلال ضرب أية هياكل محلية أو عشائرية وطنية تقوم بتنظيم وتوزيع المساعدات بهدف نشر الفوضى والفلتان الأمني.
وقال:" هذا السلوك العدواني يؤكد أن الاحتلال يسير في تنفيذ مخططه الرامي لدفع الشعب الفلسطيني للنزوح عن أرضه".
واضاف:" الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته يعي حجم المؤامرة ويتصدى لها وسيفشلها ليقطع الطريق على تنفيذ هذا المخطط."
وشدد المدهون على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي وكافة الهيئات الدولية والإقليمية عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وكبح جماح هذا العدوان والتجويع والتدمير .
ولليوم 166 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 31 ألفا و819 شهيدا، وإصابة 73 ألفا و934 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.