ما الذي يغضب عمّان الرسمية من "مسيرات الغضب"؟
تشهد العاصمة الأردنية عمّان ولليوم الثامن على التوالي مظاهرات في محيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي، في ضاحية الرابية (إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان)، احتجاجا على استمرار عدوان الاحتلال على غزة لليوم 177 على التوالي، ولمطالبة السلطات الأردنية بإغلاق سفارة الاحتلال وإلغاء اتفاقية السلام مع الاحتلال.
ونقل مراسلنا عن شهود عيان، أن قوات الأمن "فضّت يوم أمس السبت، بالقوة مظاهرات ومسيرات في محيط سفارة الاحتلال، واعتقلت عشرات الناشطين والناشطات، واقتحمت منزلي النقابي البارز ميسرة ملص، والباحث في الشؤون المقدسية زياد ابحيص، واعتقلتهما، بعد تفتيش منزليهما".
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو غنيمة إن "الحكومة الأردنية تكابر في مواقفها إزاء قمع المسيرات بالقرب من السفارة (الإسرائيلية) في عمان، لأنها لا تريد فتح حوار مع القوى الوطنية في الشارع وتغلق أبوابها أمام أبناء شعبها، وهذا شيء مستغرب".
وأضاف أبو غنيمة في حديثه لـ "قدس برس"، اليوم الأحد، "إذا ما تحركت الأردن فإن جموع الشعوب العربية ستتحرك دعماً لغزة، والأردن هي الرئة التي تتنفس منها فلسطين، ونحن العمق الاستراتيجي لفلسطين، ونحن أكثر المرتبطين بالقضية الفلسطينية ومن يهاجم المقاومة ما هو إلا يقف في صف الاحتلال".
ولفت إلى أن "دعوة المقاومة الفلسطينية للشعب الأردني للتظاهر رفضاً للعدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة، تأتي في سياق التعبير الصريح من الأردنيين عن موقفهم الداعم لغزة، هي مناشدة من الأخ لأخيه".
وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني والأردني توأمة واحدة، وبالتالي عندما يطلب منك الأخ الفلسطيني أن تقف بجانبه فهنا يجب علينا أن نستجيب، وهذا ليس غريباً على الشعب الأردني، وقادة المقاومة يعلمون أن الشعب الأردني هو كابوس الاحتلال".
من جهته قال المحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي، إن "طوفاناً بشرياً اجتاح العاصمة عمان، وكافة المدن والبلدات الأردنية، بعد دعوات المقاومة لهم بالتحرك".
وأضاف في تغريدة له على عبر حسابه على موقع "ْْإكس"، "طوفان بشري اجتاح عمان ومختلف المدن والبلدات الأردنية، الأردنيون يفعلون ذلك باستمرار ويوميا منذ السابع من أكتوبر، لكنهم يفعلونه بصورة مختلفة هذه المرة، ملؤها الفخر، فقد لبوا نداء أبوعبيدة وكانوا سعداء بوصفه لهم، (أنتم كابوس الاحتلال)".
في المقابل أصدر الأمن العام الأردني بياناً اليوم الأحد، قال فيه "شهدت الليلة الماضية محاولات للاعتداء والتخريب والإساءة لرجال الأمن وإغلاق للطرق، شارك فيها رجال وسيدات تعمدوا الاعتداء وشتم رجال الأمن العام".
وأوضح البيان أن "مديرية الأمن العام تعاملت ليلة الأمس مع بعض الوقفات والتجمعات التي حدثت في بعض مناطق العاصمة، وأن رجال الأمن المتواجدين لحفظ الأمن والنظام، تعاملوا خلالها بمنتهى الانضباط والحرفية مع المشاركين، وهو الأمر الذي دأب عليه رجال الأمن العام منذ أشهر عديدة خرج بها آلاف المواطنين إلى الشوارع ولم يتم منع أي منهم من التعبير عن رأيه".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 177 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 32 ألفا و 782 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و 298 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.