المياه الإقليمية الفلسطينية على موعد مع "سفن الحرية".. هل تصل إلى غزة؟
أعلنت "الحملة الدولية لإنقاذ غزة"، عن انطلاق سفينة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني في غزة مساء الجمعة، محملة بنحو 1600 طن من المساعدات الغذائية والطبية والأغطية والخيام.
وعبر عضو تحالف أسطول الحرية ومسؤول الحملة الدولية لإنقاذ غزة، زاهر بيراوي، عن أمله في أن "تمارس مصر دورها السيادي الحقيقي على المعبر وإدخال المساعدات المتراكمة في المعبر"، نافيا "وجود ضمانات من مصر حتى الآن ولكن من خلال التنسيق بين الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الليبي هناك وعود في تخليص هذه المساعدات في أسرع وقت ممكن ونقلها حسب الأصول إلى رفح".
وقال بيراوي، إن "هناك لجنة من الهلال الاحمر الليبي ستكون برفقة لجنة من الحملة الدولية لإنقاذ غزة التي ننسقها، وكذلك منظمة أميال من الابتسامات والتي لها خبرة واسعة في التعامل في المسائل اللوجستية للقوافل والمساعدات، على أمل بأن تصل المساعدات في أسرع وقت ممكن لمحتاجيها في غزة".
وشدد على أنه "لا ينبغي أن يكون للاحتلال قرار على المساعدات ولكن واقع الحال أن الاحتلال يتدخل في نوعية المساعدات وكميتها".
وطالب بيرواي "المجتمع بالعمل على إنفاذ القرارات المتعلقة بتسريع ادخال المساعدات وزيادة كمياتها"، محملا الدول العربية والإسلامية "مسؤولية الاستعلاء الإسرائيلي".
سفن الحرية والميناء الأمريكي
وحول إمكانية إيصال المساعدات عبر الميناء الأميركي الذي تنشئه الولايات المتحدة على شواطئ غزة، أجاب بيراوي قائلا: "نحن في تحالف أسطول الحرية واللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة والحملة الدولية لإنقاذ غزة، ندرك بأن هذا الميناء لم ولن يكون من أجل مساعدة أهالي غزة، وإنما لأهداف سياسية وعسكرية تهدف خطة الحرب على القطاع ولذر الرماد في العيون، ولذلك لن نكون جزءا من الماكينة الإعلامية والبروبغاندا الأمريكية الإسرائيلية، وأيضا لا نقبل أن نسلم المساعدات للأمريكان أو للإسرائيليين، فمن يرتكب كل هذه الجرائم بحق شعبنا لا يمكن أن يؤتمن على إيصال المساعدات لأهلنا في غزة".
ماذا بعد سفينتي ليبيا ولبنان؟
وكشف بيراوي، عن "ترتيبات لأسطول بحري لكسر الحصار عن غزة، يتكون من أربع سفن، احداها تحوي قرابة 5 آلاف طن من المساعدات، ومنها سفن تقل أكثر من ألف مشارك ومتضامن وشخصية اعتبارية عالمية لكسر الحصار عن غزة، ويتوقع أن يأتوا من أكثر من 50 دولة".
وأشار إلى أن "هذه السفن ستتجه نحو المياه الإقليمية الفلسطينية بهدف تأكيد رسالة مهمة، وهي أن الفلسطينيين لهم حق لا لبس فيه في حرية التنقل من وإلى وطنهم دون قيود من الاحتلال والآلة العسكرية الامريكية، وأن الشعب الفلسطيني يستحق العيش بحرية كباقي شعوب العالم".
وشدد على أن "المشاركين جادون في الوصول إلى قطاع غزة ومستعدون لكل السيناريوهات المحتملة فيما لو حصل مواجهة من قبل سلاح بحرية الاحتلال".
كما نوه بيراوي، بأنه في "الأول من شهر أيار/مايو القادم ستتحرك سفينة حنظلة من النرويج وستتوقف في عدد من المدن الأوروبية لعمل حملات إعلامية وسياسية ضد الحرب على غزة والتعريف بضرورة فتح المعابر الجوية والبحرية والبرية بشكل كامل، ومن ثم ستتجه السفينة رفقة سفن أخرى باتجاه المياه الإقليمية الفلسطينية على أمل الوصول إلى قطاع غزة".
على خطى "مافي مرمرة"
وفي 31 مايو/أيار 2010، اقتربت سفينة "مافي مرمرة" الشهيرة من شواطئ قطاع غزة في المياه الدولية، فحاصرتها مجموعة من قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، واقتحمتها وأطلقت النار على المتضامنين. وأدت تلك العملية العسكرية ا"لإسرائيلية" إلى استشهاد 9 ناشطين أتراك، فيما توفي الناشط التركي العاشر أوغور سليمان سويلماز، متأثراً بجروحه في إحدى مستشفيات العاصمة أنقرة يوم 23 مايو/أيار 2014. كما اعتقلت القوات البحرية الإسرائيلية آنذاك جميع الناشطين الذين كانوا على متن السفينة، وأفرجت عنهم بعد يومين من الاعتقال.
وحملت السفينة، التي أقلَّت على متنها نحو 750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً من 37 دولة أبرزها تركيا، مساعدات إنسانية لإغاثة المحاصَرين بغزة. كما سعت تلك السفينة لتحقيق هدف أساسي وهو "كسر الحصار الإسرائيلي البري والبحري عن قطاع غزة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 32 ألفا و782 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و298 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.